إلى المصابين بمتلازمة “الأنا الأعلى” والغرور والعجرفة.
وبكلِّ فخر
أنتمي إلى الفقراء
إلى الأحياء العشوائيّة البسيطة
التي تكثُر فيها البيوت
ويقِلّ فيها الأوكسيجين
أنتمي إلى الجدران المرقّعة بالخربشات
إلى الشّرفات الصّغيرة
الّتي يجتاحُها الحبقُ في أوانٍ معدِنيّةٍ صدئة
ولم تسمع يومًا بعطر الأوركيديه
أو بلمعان الأنتريوم
أنتمي إلى الزوّاريب الضّيّقة
والطّرقِ النّحيلة
والأبوابِ المفتوحةِ دائمًا
والغرف الصّغيرة
بأرضٍ رماديّةٍ غيرِ مستقيمة
والّتي تتحوّل كلَّ ليلةٍ فِراشًا واحدًا لعشرِ أرجل
أنتمي إلى اللّغة البسيطة والواحدة
إلى النِّكات البريئة
وكلامٍ ينطِقه القلب
أنتمي إلى ثيابٍ يتوارثها الإخوة
ويتبادلُها الجيران
وتقطّبها أمٌّ بصبرها
وسهرها
أنتمي إلى الصّحون المختلفة الكثيرة الشّاهدة على عمرٍ بأكمله
إلى فناجينَ تسمّى عربيّة
تقدّم القهوة والوردَ معًا
أنتمي إلى أناسٍ يضيّفون ابتساماتِهم
لأيٍّ كان.
وإلى مائدةٍ
تتّكئ على الأرض
وتتّسع للكثير.
أنتمي إلى بيتنا الصّغير
الذّي كبُر معي
والّذي كان ينمو جدارًا واحدًا كلّ عام.
نعم
البساطة أصلي وفصلي
الطّيبة نسبي
الصِّدق زمرةُ دمي
والمثابرة والاجتهاد مستواي.
وفخورة جدًّا
بأنّي أنتمي إلى الفقراء
والطّيّبين.
لله درك شاعرتنا اماني على صراحة الشعر والتغني باوتاره