| عدو الصّباح |
استيقظَ صباحاً والليل مازال يتأرجحُ أسفلَ عينيه. نظرَ إلى مرآته والسعادة تملأ وجهه لقدرته على النّوم ساعةً واحدة بعد عناءٍ طويل مع الأرق :
-الآن سأرمي بهذه التّعاسة خارج وجهي.
غسل وجهه وهو يتخيّل بأنّ هنالك آلاف من الأعداء يحتضرون على وجنتيه ويتساقطون مع الماء .
ومن ثم بدأ يطبطب بمنديلٍ على ماتبقى من قطراتٍ تستسلم ببطئ :
-سأسحقكم جميعاً.
ومن شرفة منزله رأى الصّباح بعد زمنٍ طويل:
-مازلت كما تركتك، مليئاً بالبشر.
بدأت الشّمس تقتحم وجهه فأحسّ بخطرٍ قادم ، تلبكت ملامحه ونظر يراقب الشّارع المقابل لمنزله كان البشر يبدون كبيادق صغيرة بدونِ ملكٍ يسيطر على حركتها.
-إنهم قادمون ليسرقوا النّوم من عيوني، يشتمون رائحة الرّاحة ولو كانت في الطّابق السادس!
أنا ملكٌ على ساعة نومي ولن أسمح لكم بقتلها.
أخرج مسدّسه وأغمض عينيه وبدأ الرّش العشوائي. وعند انتهاء مخزنه أخذ نفساً طويلاً وفتح عينيه
كان الشّارعُ مليئاً بالبيادق المدمّاة. خالياً من الأرواح..
رمى مسدّسه على الأرض وأحس بالارتخاء فذهب إلى سريره ونبضات قلبه تهتف متسارعة بالنّصر.
أغطس وجهه في وسادته وذهب في نومٍ طويل..