سأعاقبك بقصيدة…
للشاعرة د. دورين نصر
-×-×-×-×-×-
لن أسألك بعد الآن عن تلك الرّسائل الممحوّة…
لن أغضب منك،
لن أعاتبك:
لِمَ كتبتَ ولِمَ محوتَ ؟
سواءٌ أشئت أم أبيتَ
أنا المنسوخةُ فيك
المتناسلةُ فيك
حتّى الموتَ….
مهما كتبتَ و مهما محوتَ..
لن تلغيني،لن تقصيني
فأنا النّقاطُ وأنا الفواصلُ
وأنا جسدُ القصيدة وأنا روحُها
وأنا المعاني حين ترقص بين يديك
أو بين شفتيك الكلمات…
سأكون هناك…
رَغمًا عنّي وعنكَ
سأكون هناك
في ذاك المكان
الذي احتواني واحتواكَ
سأكون هناك مثلَ الكتابة الفينيقيّة
نقشًا على الجدار…أو نقشًا على البحر..
أو نقشًا هناك…
يا هُنايَ:
سأُغيّر كلَّ عاداتي
وكلَّ طقوس حبّي؛
لن أسرع إلى رسائلي لأتفقّد ما سقط من حروف،
لن أحصيَ ما زاد من زهورٍ…ولن أشعل َالنار كي يتضوّع البخور
لن أقيم في السّطور…
فأنا منذ أن أحببتكَ ،القصيدةُ وأنا السّطور…
انثُر حروفَك كحبّات القمح
فأنا الحمامُ وأنا العصافيرُ
وأنا كلُّ الطيور..
سأحطّ فوق حبّات القمح المنثور
أرسمُ على الأرض قصيدةً تصير سنابلَ
أقيم في خلاياها
كأنّني المعاني كلّما حطّ عليها طيرٌ
صلّى بين يديها ثمّ حلّق في أقاصي السّماء
يحملني ويحمل معي ما تجلّى من المعاني والكلمات…
لن أحدّثك بعد اليوم عن خيالي ولا عن خجلي…
لن أحدّثك بعد اليوم عن أحلامي وأملي
عن وجعي و عن وجع بلادي…
لن أساهرك و أنا خائفة من العتمة أو من الظّلام…
لن أقرأك بعد اليوم
ولن أرسمَ بعد اليوم على حرفك
أجمل القبلاااات…
سأهجر كلّ طقوس الكتابة
و أكتب معك من دونك، بعضَ المجلّدات…
وأعاني كما يعاني الشعراء آلاااااام الولادة،
ليتك تعلم أنّ حبّك هو العبادة
وهو الوصل والهروب بعد قبلة…أو لحظة عناق…
أشعر فيها انّي أستعيد حرّيتي معك
وأستعيد معنى الإرادة….ومعنى الحياة