إلى خوفي الذي ما انفك يطاردني
ليلتصق بي مثل ظلي تماما،
كان علينا أن نتواجه!
إما ليسجنني في الذاكرة او لأسجنه في نص!
من يعلم ربما سيهرب ككلِ مرة!
فالنص كان مجرد هُدنةً!
-×-×-×-×-
“مقبرة الموتى “
قلبي كان مهشّماً كزجاجة
تسيرُ عليها أقدامُ الذكرياتِ
فتنزفُ أكثر!
النزيف بحرٌ هادئ جداً،
ولا صوتَ سوى تلاطِمِ الأمواجِ،
والموجُ عَبرةٌ خانقة !
عيناي كانتا مقبرةً
مكتظةً بالموتى
هذا ماتَ مشنوقاً بحبل اللحظةِ الأولى
وذاكَ غريقاً بالكآبة
وآخرَ مصلوباً على الغياب..
وفي أحايين أخرى كانتا مِقصلة، تُعدِم أبناءَها،
فتنهمرُ شلالاتٍ من الخيباتِ المتعطشة لأرضي!
وتجرُّ معها ليلاً من الأسئلةِ الحائرة
ليلٌ
عارٍ من النجوم
وبعيداً عن ملاحقةِ القمرْ
رصااصٌ!
بأجسادِ ذاكرتي…
مطرٌ من الدم المتخثِّرِ
على نوافذِ أيامي..
تنبعثُ
رائحةُ الموتى !
صرااااخٌ !
يبدأ وينتهي في أذني
عدمٌ !
هكذا عرّفنِي الوجود
صبّارٌ !
هكذا أنجبتني الصحراء..
لئلا تحط عليهِ عصافيرُ الحبْ!
أنظرُ للمرآة
أجسادٌ متلاصقة من الموتى
تركض
وجوههم بلا ملامح!
ورائحتهم مستوحاةٌ من مطرِ الدم
يسرقون صراخاً من أذني
يُسمونه صوتاً!
يقتربون أكثر…
فيقتلني الفضولْ
ورُبما الخوفُ في داخلي
كلهم متشابهون جدا، وكذالك وجوههم الشاحبةْ
هم قيد أنملةٍ من المرآة
فتمد يديها لتمسح عنهم غبارَ الأيامْ
الآن أراهم بوضوحْ
أتفرّسُ أوجههم مرة أخرى،
بَدَوا متطابقين جدا،
ربما بوجهٍ واحد
الله!
إنه وجهي وكل الموتى أنا…
…
( الشاعرة شيريهان االطيب / السودان )