هذي أنا
بدويّةٌ تحملُ خيمتَها على كتفيها .. وتبحثُ عن أرضٍ جديدة ..
هذي أنا ..
عصفورة تبحث عن وطنٍ .. عن دفءٍ .. عن شمسٍ وفيءٍ وماء .. وتسافر ..
تبسطُ جناحيها للريحِ وترحل ..
تبسطُ جناحيها لعزفٍٍ على قيثارةِ رياشها .. لحلمٍ بأرضٍ .. هادئةٍ .. هانئة .. لتجمعَ قشًّا .. وتبنيَ عشًّا لما بقيَ من السّنين ..
هذي أنا ..
أنشودةُ صدًى .. يتردّدُ .. ويضيع .. ويلوي هاربًا في أرضِ الغياب ..
هذي أنا ..
شوقُ المدادِ ..ينسكبُ من عينِ ريشة .. على خدِّ ورقة .. قصاصةِ ورقة .. بقايا مساحة بيضاءَ للحَرْف ..
هذي أنا ..
رقصةُ الحروفِ في عينٍ مُمْطرةٍ .. نقيّة .. وطَرْقُ الشّغفِ على بابِ قلب في ليلةٍ باردة .. بعيدًا من لحاظِ القمر ..
وهتافُ النسيماتِ في عبّ الخميلة ..
هذي أنا ..
لا مكانَ لي ..
لا زمانَ ..
لا فجرَ ..
لا غروب ..
تناديني كلُّ الدّروب ..
في العينِ وطنٌ .. من حِرقه يذوب ..
وفي اليدِ ريشة ..
ورزمة أوراقٍ تنتظرُ في كلِّ يومٍ فكرًا يتوب ..
وشعبًا ينفض رماده ..
نقشُ المساميرِ يوجعنا ..
نريدُ بداية .. من قلبِ النهاية ..
يا كونًا تنهشُهُ الخطايا ..
نريدُ بداية ..
نريدُ بداية ..