” الموتى … ”
للشاعر د. كامل فرحان صالح
-×-×-×-×-×-×-
لا يمسحون زجاج النوافذ
ليتابعوا حماسة شباب الحي
بعد هدفٍ في كرة القدم
لا يقفون على الشرفات
ليراقبوا وجوه النساء الفاتنات
والرشيقات وقليلات الحظ
لا ينهمكون بإعداد القهوة صباحا
ووضع بصماتهم البيضاوية في قلب البُنّ
تاركين على الطاولات المربعة
مواعيد السفر بعد اشارة أو اثنتين
والتعثر في حصى العشاق
لا يختارون البنطال البني
مع القميص الأزرق
معلقين أعمالهم على ماء يتبخّر
لا ينامون على الشراشف الزهرية
أو المزركشة بصبر النساء في شرق الأرض
لا يأكلون
لا يحلمون
لا يفعلون شيئا سوى انكفائهم عن لهفتنا
عن سحب ملامحهم من ذاكرة العين
عن الخروج بخفة خطوات المطر
من دورة أيامنا الرتيبة والمملة
لا يأتون مجددا
لا يطرقون الباب فجأة
لا يفاجئون بائع الهدايا ببسمة
ولا يبكون في سهرة الأسبوع
على عاشقة كادت تموت في فيلم عربي قديم
يسحبون كل ملاحظات الدفاتر
ويسحبون رائحتهم من خزائن الثياب
قبل أن يصححوا اعوجاجا طفيفا
في لوحة المنزل المستطيلة
يرمدون حيز حركاتهم في الهواء
يطوون الفواصل من بعدهم
تاركين أيامنا على دمعة
تتسلل كنورٍ من ثقب الباب
ونسيان يتكدس كأنه الكذبة البيضاء
الموتى… هل يكبرون في العمر؟
( من ديوان “خذ ساقيك إلى النبع” للشاعر كامل صالح )
( نقلا عن جريدة السفير – 09/05/2012 العدد: 12177 )