( د. قصيّ الحسين يقرأ كتاب ” صباح الخامس والعشرين من شهر ديسمبر ” للكاتبة يسرى مقدِّم )
سرد الذات
إذا كان القارئ العربي قد إعتاد قراءة السير الذاتية، للأدباء والشعراء وأهل الفنون جميعا، فلربما تكون من المرات النادرة التي يطالع فيها كتابا لسيرة شخصية غير “منتهية الصلاحية”، بل ربما تكون من المرات القليلة، على مستوى العالم العربي، التي يروي فيها أديب سيرة حياته، من خلال المرايا. وهو أكثر ما يجيد تصوير نفسه، وهو في قعر المرآة. حتى لكأنه لا ينظر لنفسه، إلا في المرايا المقعرة.
وحده الإنسان المتمرد، هو الذي يجيد لعبة النظر لنفسه في “قعر المرآة”. وهذا الإختيار، إنما هو في حد ذاته تمرد أول، لأنه عكس السائد. أما التمرد الثاني، فهو التمرد على سطوة الحياة. على سطوة الرجال. على سطوة الذكورة. على سطوة “السلطة البطريركية”. فيأتي سرد الذات، ليمنح الكاتب حرية مفرطة، لتكوين نفسه، من خلال الفصول التي تتوالى تحريرا، كأنها قمصانه اليومية التي إعتاد عليها، أو قمصانه الكرونولوجية، التي تتيح له فرص التعبير وفرص التشويق من حين لآخر: التعبير عن الذات مثلا، وتشويق القارئ لسرد ذاته أمامه، حينا آخر. تماما مثلما فعلت الأديبة والكاتبة الأستاذة يسرى مقدم في مؤلفها الأخير الذي صدر لها: (صباح الخامس والعشرين من شهر ديسمبر. شركة المطبوعات للتوزيع والنشر. الجناح. شارع زاهية سليمان. مبنى تحسين خياط. بيروت- للبنان. ط1. 2020: 145ص. تقريبا). نستمع إليها تقول، في سرديتها: “أمسح وجهي عن وجهك”. (ص8):
(لطالنا أفزعني أن أشبهك يا أمي. كأن الشبه بك قيد دهري يكبلني… كنت أجمل نساء الأرض يا سكنة…لو يقال إنني أجمل منك…لذا حرصت كلما نظرت في المرآة، وتلامح لي وجهك، أن أمسح البلور بكم فستاني، كما لو أنني أمسح وجهك عن وجهي، وأمحو عنه كل أثر يشير إليك).
تبدلات كثيرة شهدها لبنان، في السنوات الأخيرة، إثر أحداث متسارعة، أذنت للكاتبة يسرى مقدم، بإلتقاط أنفاسها. وتسببت لها بإنقلابات في نمط العيش وفي تصوير المشاعر. ومن هذة النقطة بالذات، تنطلق الكاتبة، لتعيد ترتيب مزيج مر، من تلك هاتيك المشاعر المتشرقطة. فتتوزع الوجوه هنا وهناك. وتستحضر الشخصيات الأكثر حميمية لها أو الأكثر عنفية، ربما. وتنطلق في رسم الوجوه، لأن الوجه هو أول حروف التعبير. وهو المركز الأساسي لإنطلاق الذات جسدا وروحا وفكرا. فتأخذنا في رحلة ساحرة. تتراوح بين الغموض والألم والحب والفرح والقلق. وغير ذلك من المشاعر المشتعلةو المشتتة. نستمع للكاتبة تقول في “أمي سكنة- ص39”:
(يضج في رأسي ذلك الزمن القديم. بينه وبين زمن الآن أزيد من نصف قرن. أحاول إنتشال نفسي من هديره لأستكمل في الكتابة حصاري لك يا سكنة…. أغوص وأتذكر أكثر، فلا تتلامح لي سوى نسخ سلبي لصور أجتهد في إستجلاء تفاصيلها… )
ثم تقول في مكان آخر:
(على طريق العودة إلى بيتنا العاري،إلا من الجدران، كنت أسير ممسكة ملتصقة بها…سألتها عنالرجل الغريب الكذاب الذي ذكرته جدتي… لماذا قتلوا أبي؟.)
تحاول الكاتبة يسرى مقدم، أن تترك لقارئها، فرصة التمعن في سردياتها. غير أنها تخاطبه بصمت، على الرغم من الثورة الجامحة التي تنطبع بها. تقول في “ثقافة القفص- ص11”:
(لا شيء يستفز الأستغراب والإستهجان، ويصدم العقل مثل ذلك الجنوح المتمادي “للإنتحار حبا”، لدى شريحة واسعة من النساء الأمهات، إثباتا لتفوق عاطفي مكذوب، هو في واقع الحال، تمثيل بليغ لفعل عنفي لاواع يقع على الذات الفاعلة)…
ثم تقول:
(حتى حين تشارك الأمهات في الفضاء العام سياسيا، علميا، فكريا وإنتاجيا، أختزلها إلى كينونة فرعيةلا تتعدى وظيفيا حدود الإنجاب والإمتاع. )
لطالما لفتت الوجوه يسرى مقدم. إلى الحد التي تدفعها، لتعقبها من دون ملل. تتفرس فيها، وتقرؤها على رسلها. وتغوص فيها حتى الأعماق. حتى لكأن هذة الموهبة ولدت معها، من بئر تجاربها العميقة في الحياة. تقول في “سترة أبي- ص٥٤” :
(رحت ألوح بالسترة، تماما، كما رأيت النسوة يفعلن في الجنازات…. لست أذكر كيف أنزلتني من السقيفة… ثم فجأة فار الكلام من فمها كالحمم….حكت عن أبي بغضب…قالت إنها ذاقت المر في حياته. والأمر بعد مقتله….. غامت صورة الأب الشجاع، الوسيم، الكريم، المظلوم، وإختلطت بصورة رجل آخر.)
شخصيات نسوية وأخرى ذكورية، هي أكثر من حالات وأكثر من ومضات حتما، كانت تحفر في ذاكرتها بعيدا. وذلك من خلال مفهومها الذي إستحدثته لنفسها كفيلسوفة إجتماعية ، عن معنى الجندرية المعمم في جميع الأساليب المدرسية. نستمع إليها تقول في سرديتها: “الذنب- ص63”:
(تراها وصمة الأنوثة المطعونة بالذنب ما تكفر عنه الأمهات. ينكرن ذواتهن. يخلعن رغباتهن. ويتبتلن للنسل… على الضفة المقابلة، كنت أنا الضد منك والنقيض. راهنت وتورطت وفاضلت وكذبت. بل فعلت ما هو أسوأ وأشر…)
في التفاصيل السردية، تظهر الحالات والومضات التي تحفر في ذاكرتها. لكأن في عمق كل رجل تسكن إمرأة. والعكس صحيح أيضا. ولذلك تنصب لهما الشراك، وتجعلهما يقعان أمامها كتلة من لحم ودم. يتفاعلان في نصوصها. ويظهران على سطح النص وفي غمرانه، بخطوط مجنونة. تترجم الصرخات، كما الموضوعات المتناولة في السرد. نسمعها تقول في “أمومة إبنتي- ص89”:
( خفت عليك يا صغيرتي، من تكرار تجربتي. وكتمت عنك خوفي لأجبه برعب آخر راح يطاردني ويوسوس لي بالندم…. قسوة عينيك وصمتك المعذب الذي إستمر وإتسع…عاندت لهفتي، وكلفني العناد طويلا… هذة المرة لن أطيع إلا نفسي. لن أقايض رضاك يا صغيرتي بأي شكل من أشكال الرضى والسكوت.)
أديبة صلبة القرار، تتمتع بشخصية قوية، تسرد حياتها من خلال حيوات الناس الذين مروا بحياتها، وأثروا فيها تأثيرا قويا. فالذل والثورة والألم، لا تفرق بين الجنسين. ولذلك نراها تطرح عليهما، أسئلة إنسانية و وجودية معا في آن. تقول “في مقهى الغندول- ص111”:
( قد يكون ذنبي أنني إنتهكت ” قدسية” الحب الأمومي المنزه بقوة الضرورة، عن أي حب عداه… إنها ” ألوهة في قفص”! أحدث نفسي فيما تتخابط في رأسي أفكار مارقة. وتتقاذفني أسئلة غاضبة.)
كل سردية عند يسرى مقدم، كانت تتطلب منها التأليف والتذويق والتدبيج، فيتجلى بعد ذلك الموضوع، من خلال النوافذ الأدبية التي تستخدمها. هي حالة من الفوضى، تعبر معها بخيالها، وتصممها ضمن عالمها الخاص. تكتب بقلم ثوري و تثويري في آن. فيبدو للقارئ أنه، أمام عالم من التفكير غير النمطي، يتجاوز بكل أدب، وبكل رشاقة، الذهن الأكاديمي البحت. إنها الأديبة المتعطشة للحب والفرح والحلم، تتجلى لك، إثر علاقة وثيقة بما تكتب. علاقة تولد بينك وبينها، من خلال نصوصها. حتى لتكاد تلامس قلب قارئها، بكل روية، وبلا إستئذان. نراها تقول في “أمومة إبنتي- ص86”:
( من أين لي القوة لأشرح لإبنتي ما فعله بي السرساب الملعون، وكيف أقنعها بأن الخوف الذي داهمني كان أقوى مني… ما أشقى الخوض مجددا في منعرجات هذا القاع العميق، وما أفظع الدخول في جحيمه…. خوفي الأشرس، كان أن تنال منك التجربة، كما نالت مني، وتورثك ما أورثتني إياه على غفلة مني.. . خفت عليك يا صغيرتي..)
يسرى مقدم، في سردياتها المتواصلة، تضج بروح أممية وبحس ثوري، بما فيها من تناص مع القضايا الإنسانية والتحررية في أنحاء العالم. سرديتها تتخلق بحق، من الحدث. تتخلق من محنة أو فجيعة خاصة أو عامة. وتنعكس بالتالي موهبة فذة في التعامل مع الواقع واللغة في آن. هي أشبه ما تكون بسردية عمرها قاطبة، خلال العقود التي قطعتها في حياتها، بعيدة عن بلدتها، عن الأمكنة التي عرفتها. ومترحلة في الزمان، إلى أمكنة متجددة. تسمع صوت الهواء عاليا، فتتمايل مع أوراق الشجر، كأنها في رقصة مسائية. تسائل الأم والأخت والعمة والصديقة، عن أي نوع من الأمهات كانت تظن أنها ستكون؟ فتجيب نفسها بنفسها: إنها فعلت أقصى ما تستطيعه. وظلت مع ذلك، تتابع: تغرف المعارف وتتعلم منها دروسا جديدة، كطالبة مجدة، مجتهدة تكدح، تجد كل يوم. نسمعها تقول في: “حين ينتابنا الحنين نطلق الصور-ص100”:
(رفيقك الثقيل، بات لي الآن رفيق مثله. يلازمني كلما عدت إلى البيت مساء… بيني وبيني، أبلع غصتي، وأتجاذب الرأفة بك… مذاك إنقطعت عني الكتابة. أمست تمرينا شاقا… ومذ ذاك إتسع صمتي. وصار له مذاق شبيه بصمتك.)
يسرى مقدم، في سردياتها كلها، تشي عن “خلطة غريبة”. هدفها تثقيفي توعوي. تشجع على الغاية السامية: الإنفتاح العاطفي. فلا تعود الدموع إن هطلت من عينيها، مهمة. بل هي روح الإنسان. وهي تعبر عن ذاتها، بالوجع أو بالفرح الكثير، أو القليل، لا فرق. تتشارك مع أرواح هائمة في الفضاء اللامتناهي. تجد فيها شيئا من الآهات البشرية، ومعانيها السامية. وشيئا من العبر النبيلة التي تبوح بها كفاها المشرعة دائما. والمتألقة دوما. تقول في “نشيد الغربة والغيبة- ص 123”:
( بيني وبين طفلي نبت عشب الغربة. عميت عنه وتركته ينمو إلى أن تكاثف وصار “هشا”. كذلك العشب الذي ينبته الهجران، وترتجله الحقول المتروكة…جفوت الله وانكرته. أغضيت عن العناية بطفلي، وأبعدته عني وظلمت أمي. وتماديت في النكران والتخلي والظلم… أنا الأم الغائبة والإبنة العاقة. ألوم أمي إفتراء. ألصق بها إفتراءاتي الحمقاء وإقترافاتي الشنيعة… الآن يا امي أحتش في الكتابة ذنوبي..فبعض الكتابة لا يشفي. بعض الكتابة سم صرف..)
ما تخيلت الكاتبة الجاذبة، يسرى مقدم، وأنا أقرأ نصوصها الأخاذة، إلا أنني أتجول نهارا، في متحف إغريقي. فأتوقف فجاة عند رسم “مادوسا”، بشعرها المنكوش. وبتلك “الثعابين” التي تخرج من رأسها. يسرى مقدم. هي مادوسا ذاتها: إمرأة، كما في الأساطير اليونانية. ذات قدرات سحرية. تستطيع تحويل من يحدق فيها، إلى حجر. قام “برسيوس “، بقطع رأسها، وأهداه إلى مدينة أثينا لردع الأعداء عنها. فعيون يسرى مقدم ونظراتها، كما تتراءى من خلال نصوصها، تستمر في تحويل خصومها، أعدائها، هؤلاء الطغاة الذكور، إلى حجارة. هؤلاء الرجال الذين ينتشون بإغتصاب النساء، لتأكيد علو شأنهم ذكوريا وإجتماعيا في الزمن الذي يسيل بأعناق الناس، منذ العصور الرعوية الأولى حتى اليوم. تقول في “أمي سكنة- ٢٩”:
( في لحظات الإمتلاء هذة، كان خوفي يتلاشى تماما. ولا يعود لكلمات جارتنا “زهار” في تشجيعك على الزواج، أن تفزعني وتؤورقني. ويتبدد ذهني من كل ما يبلغ سمعي عن حاجتك إلى رجل يصونك ويحميك. فأرنم لنفسي بصوت خفيض عبارتك الحازمة: ” لست بحاجة إلى رجل. أمومتي تصونني وتحميني”.)
سرديات “صباح الخامس والعشرين من شهر ديسمبر”، للكاتبة يسرى مقدم، هي تأسيس خلاق، لل”أدب النسائي”، أو ل “كتابة المرأة” المتوثبة. تنظر إلى الكون من زاوية مختلفة. وتتدبر اللغة بشكل مخصوص نابع من كونها إمرأة. أي من كونها ذاتا قادرة على تصريف اللغة، تصريفا مختلفا عن تصريف الرجل إياها، من دون أن يكون ذلك مدعاة للمفاضلة. تلتزم درجة الإبداع، وتحيل نصها إليه، ليحكم عليه من خلال هذا المقياس، وحده دون غيره. فتجعل النقاد أمام مسؤولياتهم. فلا تدعهم يتعاملون مع نص المرأة، كما يتعاملون اليوم، بشبكة من الآراء الجاهزة. كونها: “كتابة إنثوية”، لا تستمد خصائصها من “ذات مبدعة”، هي الكاتبة. بل من ذات مبدعة أخرى، هي “ذات إجتماعية”. حيث تكون المرأة. تقارع مفهوم الجندرية المتسلط. منتصرة لإبداع المرأة العام. فهل الأدب والسرد النسائي هو مواز أو مكمل أم مماثل للأدب والسرد عند الأدباء والشعراء؟ أجدني أقول: إن نصوص وسرديات الكاتبة يسرى مقدم، تخرج من هذا المشهد الضيق، لتسمو في مساحة أعظم، هي مساحة التحليق مع الإبداع في وحدة الإنسان، لا في تشتيته، إلى رجل وإمرأة. كأني بها تطمح للتغير في سكونية المشهد الثقافي العربي الجندري القاتل. نستمع إليها تقول في “كيف إختفيت من صورتنا العائلية ليلة الميلاد؟- ص131”:
(أحدق في الهاتف المطفأ المشلوح على السرير، ويعاودني السؤال الذي دام يناوشني وأتجاهله: ” لم تشفق الإمهات على أولادهن من عنف الأسئلة…لكن يخطئ من يظن أن بمقدور المرأة أن تناوش، ببساطة المقدسات والمسلمات الإكراهية. وأن تحسم بيسر وبسهولة صراعاتها، ولا سيما إذا كانت المرأة أما.)
تدفع الكاتبةالمتوثبة، يسرى مقدم، بذاتها القلقة في سردياتها المتوالية، إلى مواجهة فنية. تشكل حوارية خفية. ما بين ما قد مضى، وما هو راهن، وما سوف يكون. معتمدة خطا متوازيا، يتضافر فيه الغياب والحضور، في أقصى اللحظات العاطفية، حيث مراودة العشق. هي نفسها مساءلة لمعنى الفقد، ولمعنى الحضور. ولمعنى الغياب. تتسلح بالرغبة في معرفة الحقيقة والشعور بالأمان، فتلتصق بنفسها وبموضوعها، وتظل تراوح في المسائل الخطرة، ما بين الذات والعالم، وشغف الوصول إلى الحرية والحلم بالطمأنينة، وبالملاذ المشمس. فيما تتراءى لها مناخات الطفولة واللعب فنيا وإسترجاعيا، تحت مظلة العائلة. وذلك من خلال إستعادة صورة الأم و الأب والزوج والأولاد، من جعبة الحياة الأخرى.
تكشف سرديات يسرى مقدم إذا، عن لغة سلسة، تعي إيقاع “الشعرانية”، في التكوين السردي، والتعامل مع المعنى المتخفي، وراء العلامات والرموز. فتبدو الصورة التي تنسجها، كشفرة دلالية محددة، تمنح اللغة إتساعا وحيوية في بناء المشهد الأدبي. وفي تشكيله بصورة أكثر حميمية في النصوص.
مختصرا أقول: إن نصوص يسرى مقدم، إنما هي أشبه ما تكون، ب”كوكتيل ميزون” الذي قدمه الممثل المسرحي، “برنو طبال”، على مسرح “مونتني” التابع ل “المركز الثقافي الفرنسي في بيروت- طريق الشام. إنها إذن، مجموعة نصوص منزلية، أو “كوكتيل منزلي”، تتفاعل في داخله الشخصيات. وتتداخل معهم الأحداث، إلى حد الجنون. يختلط فيها الواقعي بالمتخيل، في كوميديا سوداوية. يقرأ فيها أحدنا، ما يشبه أحواله. حيث تصبح “العبثية” جزءا من اليوميات. كوكتيل، تختلط فيه المشاعر والقصص والأمزجة والمآلات. ولا ينجو منها القارئ، إلا مصابا ب”لوثة ما”.
لا تتوقف يسرى مقدم، عن الإكتشاف والتجريب، سواء في هذا العمل الأدبي الذي بين يدينا، أو في سائر بحوثها الأخرى. طموحها أن لا تفشل في المناورة مع “البطريركية” السائدة. وهي لا تزال تحاول. تستمد شجاعتها من تاريخها، في عدم إضاعة الوقت. بل نراها تنكب على العمل حتى تنفيذه، مهما إستغرق من وقت و من جهد.