نصوص نثرية للكاتب تيسير حيدر :
-1-
غجرِية…
ليتها خطفتني وانا طفلُ الندى الريّان
ليتها حملتني في شقلبانها الوافر الهزٍ والراحة كطائر غرٍيد
أسمو فوق ظهرها كسرير حنان
تأخذني الى غيمة في المدى
تضمني وتجعلني أغرق في الحب
ليتها طارت بي بعيدا بعيدا الى عالم النسيان حيث لا طعامَ سوى العشق
ليتني لاحقتها راجيا ان تخلصني من عالمِ الضيق
ليتني ابنها في خيمة الغجر أنعم بالدفء في براري الروح كملاك ..!
( الشقلبان: اسم محلي يطلق على قطعة القماش التي تحملها الغجرية فوق ظهرها وتضع فيها طفلها الرضيع أثناء تنقلها بحثا عن رزقها في أزقة القرية المجاورة لخيمتها …! )
-2-
عَينا البيلسان…
جارتُنا الهَرمة فقدت نظرها منذ طفولتها بمرض غامض.تصعدُ الدرج الحديدي بمهارة هرتٍِها المدلَّلة.
وحيدةٌ في منزلها ،تقطف عناقيد العنب من داليتها الممتدة فوق خيمة السطح .تتفقد بركة الماء بمهارة سنجاب.
تُلوٍِنُ عمرها الهزيلَ بفرحِ نماء الأزهار.
اختلطَ عليها الامرُ فأمست عيناها زهرتي بيلسان باهرتا النظر…!
بوح جميل ، عبرت بالكلمة ما يجيش في خاطرك فكانت صورك الأيقونة تعلق في عنق كل من يتوق الى الحرية وبساطة العيش ،بعيداً عن زخرف المدنية الكاذب ..بينما نصك الآخر مفعم بشفافية انسان ، ليختطف من الواقع المعيش مشهداً انسانياً مؤثراً .