” عتب .. ” قصيدة للشاعرة لورا مقدسي
-×-×-×-×-
أيّها الأزرقُ
الواسعُ
الشاسعُ
الوحيدُ
كالأنبياءِ
رغمَ عيوننا الشاخصة.
عرشُ الصدى
والكيرياليسون.
ما بالكَ تغضُّ الطرفَ عن دمائنا النازفة،
وطقوسِ اغتيالنا
وانتحارِنا عراةْ؟
هل خاب ظنّك بنا
فتدثّرتَ أنتَ أيضًا بالقسوة؟
كيف نمدحك؟
وأنتَ لم تمطرْ سمكًا صغيرًا
وسنابلَ قمحٍ
وحنان.
كيف نمدحك؟
وهذي السحبُ السارحةُ
تحت قدميك
تتمدّدُ بين خيبةٍ وخيبة
كبلادِ اليأسِ
وجرارٍنا الفارغة
حدَّ العطشْ.
محتجبٌ أنتَ كالغاباتِ
كالتوابيت الفارغة
والمفرداتُ قليلة،
وعند المفترقْ
حروبٌ
دروبٌ متوازية
دربٌ للشقاءِ
دربٌ للبكاء
ودربٌ موحشةٌ
للصامتين،
ونفقٌ
مشطورٌ
كالمؤخرّة
بين غيبٍ وغيبِ.
هاتِ عصاكَ
نشقُّ البحرَ
إلى أرضِ الميعادِ
إلى الحلمِ الواضحِ
كالخبز
والماء
وعبء الجسدْ.
نموت كثيرًا
هنا…
أكثر ممّا يحتملُ الموتُ
أكثر ممّا تحتمل الأرضُ
وفي حناجر اليأسِ
كاتمٌ للصوتِ
للاحتمالِ
للعيونِ التي ترى أبعد من السماء.
كم سعينا لأن نلجَ العتبةَ
أيّها الأزرق
وأنصتنا للسروِ
يتسامر مع النهر
مع الموتِ
كأنّما يتسلّى…
ونحن ننتظر
نبيًّا
يفتح لنا ثقبًا
بسيطًا كوجه الله
كم مرّةً سنرتقي الخشبةَ
عنه
وعنكَ
لنُصلبْ؟
-×-×-
لورا مقدسي
أبريل 2022