تكريم الشاعرة السورية الدكتورة ميديا شيخة على منصة المنتدي العربي الأوربي في باريس : مداخلات النقاد والدراسات حول ديوان (بابٌ مواربٌ للصدى)
***—***—***
احتفى المنتدى الأوربي العربي بمنجز الشاعرة الدكتورة ميديا شيخة مسلطاً الضوء على نحو كبير على ديوانها ( بابٌ مواربٌ للصدى) وقد شارك في الأمسية مجموعة من النقاد العرب منهم الناقد عاطف الدرابسة من الأردن والناقد خليل شكري من العراق والناقدة دورين سعد من لبنان والناقد حمد الحاج من المغرب العربي والناقد عواد علي من العراق وقد وقف النقاد عن مفاصل مهمة في شعر الشاعرة منها ما يتعلق بالجانب التشكيلي ومنها مايتعلق بالأنواع الشعرية التي تنوعت بها القصيدة القصيرة جداً والقصيدة القصيرة والقصيدة الملحمية وقصيدة الهايكو ومنها ما يتعلق بالعتبات النصية ومنها ما يتعلق بالجانب الموضوعي..
وقد قرإ خلال الأمسية القس جوزيف إليّا قصيدة من ديوان الشاعرة ( ابنة القامشلي في سورية ) الدكتورة ميديا شيخة ولاقت استحسان واعجاب المشاركين .
وقد استمرت الجلسة ما يقارب الثلاث ساعات توزعت بين إلقاء الأوراق البحثية وبين المناقشات النقدية التي أثارت الجلسة.
مداخلة الدكتور خليل شكري هياس :
حصل موقع ” ميزان الزمان ” على القراءة النقدية التي قدمها الدكتور خليل شكري هياس في الأمسية , وهنا النص :
باب موارب للصدى: بلاغة الصورة الشعرية وسيميائية اللغة
( أ.د. خليل شكري هياس \كلية التربية / جامعة الحمدانية )
الصورة الفنية بكل تجلياتها الحسية والمعنوية تشكل تقانة تشكيلية مهمة لا تكاد يخلو منها أي نص إبداعي مرئياً كان أو سمعياً أو قولياً، والشعر واحد من النصوص الإبداعية التي تقوم على الصورة، فهو كما يرى ياكبسون تفكير بالصورة، ولا نكاد نرى قصائد من دون صور،( ) وهي تركيبة شعرية تتبأر فيها شتى المكونات: الواقع والخيال، اللغة والفكر، الأسطورة والرمز، الحس البصري والحس البصيري، الأنا والعالم وغيرها، ويتناسب الجميع ويتشابك ليؤلف رؤية شعرية تساهم بشكل فاعل في إنتاج النص.( )
هذا التحديد لمفهوم الصورة الشعرية يضعنا أمام مسألتين مهمتين في الصورة: أولها: ((تعدد العناصر المشكلة لها، وثانيهما كلية هذه العناصر وإئتلافها وتداخلها))،( ) على نحو تخلق معها شعريتها الخاصة، القائمة على بث الرؤى والدلالات والتأثير جمالياً في المتلقي.
من هنا تأتي أهمية دراسة الصورة الشعرية سيميائياً كون هذا المنهج يعالج المعنى وينظر إليه على أنه لغة ثانية (ميتالغة) بالنسبة إلى عالم المعنى الذي يعتقده موضوعاً للتحليل، ولا يختزل في شرح بسيط يستعيد بشكل مختلف المعطيات القاعدية حسب مبدأ التكافؤ،( ) بل يتعمق في جملة من المعطيات التي تفرزها الكلمة والجملة على وفق مبدأ الترابط والمنطق.
وفي ضوء هذه التصورات المؤسسة للمقترب النظري والإجرائي، الذي يشتغل الخطاب السيميائي وفق ميكانيزماته وضوابطه، تحاول قراءة الدكتور خليل شكري محاورة المجموعة الشعرية الشاعرة ميديا شيخة (باي موارب للصدى) التي تسعى من خلالها إلى تقديم رؤيتها الشعرية بروح أنثوية شرقية التي غدت فضاء دلالياً مهيمناً يتجلى ويتشظى صوره في أغلب النصوص الشعرية بكيفيات تشكيلية وتدليلية متعددة تمنح المجموعة جماليات قرائية تقود القارئ إلى حفريات معمقة في النص للوصول إلى جوهر العلامات الشعرية. وقد جاءت القراءة في محورين هما:
أولًا: الصورة العتباتية للعنوان
العنوان بنية من البنيات العتباتية التي أولاها النقد العربي أهمية خاصة بوصفها تأتي على رأس الهرم العتباتي، فهي مع البنية الكبرى / النص تشكلان بنية معادلية، تعد الأولى نواة للثانية تمدها بالمعنى النابض، وتقدم للقارئ معرفة أولية تضبط مسار القراءة، وهي علامة سيميائية ((تمارس التدليل وتتموقع على الحد الفاصل بين النص والعالم، لتصبح نقطة التقاطع الإستراتيجية التي يعبر منها النص إلى العالم، والعالم إلى النص،)) ( ) من جهة، وتشكل هذه البنية في فضائها العام مجموع العلامات اللسانية التي يمكن أن تدلل على النص، وتعينه، وترسم فضاءه القرائي من جهة أخرى.
عنوان المجموعة الشعرية (بابٌ موارَبٌ للصدى) تشتغل بطاقة شعرية عالية تتخذ من الصورة الشعرية وسيلة للدخول إلى ذات القارئة لتعلن منذ المفتتح عن هوية النص الشعرية، ومؤكدًا هذه القوة والمتانة في السبك لا تأتي إلى بالإنزياح عن المألوف، وعنوان المجموعة تشتغل بهذه القوة الشعرية عندما تخلق صورة شعرية لباب غير مقصود، ولا مخصوص، تفصح عن ذلك صيغة النكرة التي لازمت مفردة الباب في العنون، مفتوح قليلًا ليستقبل الصوت الذي يرُدُّه الجبل، وفي ذلك إشارة وتلميح ضمني لعمق الذات الشاعرة الجبلي الذي يتضح في نصوص شعرية عديدة تناولها الناقد في دراسته.
الوجه الثاني لهذا الباب الموارب للصدى يشتغل دلالياً بالضد من الوجه المشرق لهذا الباب المفتوح قليلاً، حين يكون الصدى في قصيدة (دروب قاحلة) صوتًا مدوياً لجراحات الوطن وخسارة البيت/ المأوى لتجد الذات نفسها مع شعبها تهيم في البراري لتعاني الجوع والتشرد.
ثانياً: صورة الموت مهيمنًا شعرياً:
الشاعرة ميديا شيخة حاورت الموت شعرياً على وفق رؤى الفكرية والفلسفية، هذه المحاورة جاءت رد فعل للحضور الفعلي للموت في حياتنا اليومية لا سيما في العقدين الأخيرين عندما تعرضت المنطقة العربية لهزات عنيفة إثر الحروب والصراعات السياسية والدينية من جهة، ورد فعل لموت معنوي عانت منها الذات العربية التي بدأت تتحسس الموت في تجليات حياتية مختلفة، وتجلى هذا الموت بصوره الشعرية المختلفة في قصيدة (إيزابيلَّا)،
للراغبين بمتابعة الأمسية كاملة عبر الفيديو , الضغط على الرابط ادناه :