بحثْتُ عنك
في مآقي الشّتاء
فلم أجد سوى
قطرةِ جليد..
بحثتُ عنكَ في
حناجرِ الرّبيعِ
فلم أسمع سوى
هديلِ يمامةٍ
عاشقةٍ
رحتُ أنتظرُ..
أنتظرُ
صيفَ الكرومِ
عساني أحظى
بكَ خمرًا
في كأسِ صبابتي..
وغلبني النّعاسُ
في واحاتِ
الرّجاء…
نمتُ فصلًا كاملًا…….
واستيقظَ ربيعُ
محيّاكَ في
خريفِ عمري
يُبشّرُني بلقياكَ
لم أفرحْ…
لم أحزنْ…
فقدتُ كلَّ
شعور..
لملَمْتُ ما بقيَ
على بيادرِ يأسي
من بذور..
وزرعتُها اشتياقًا
في حضنِ
حقولِ غربتي
في ترابِ قريتي
ِفواعجبًا كيف
نبتَ الأملُ!
أزهرَتْ شقائقُ
النُّعمانِ في
تشرين!
لا.. لا..
لم تكنْ كما
ظنَنْتُ..
كما توهَّمْتُ
بل كانت علَمًا
أحمرَ
عنفوانُهُ طهرُ
ثلجٍ
وقلبُهُ ربيعُ
أرزٍ
تحدّى العواصفَ
تحمّلَ الجفافَ
تخطّى الإجحافَ
ونبتَ في أرضِ
الكرامةِ
عِشقًا
وفي قلوبِ
الشّبابِ أملًا
فصارَتِ البذورُ
وطنًا للعاشقين
والشّوكُ حصادًا
للعابثين.
( الشاعرة عايدة قزحيّا)