” أبجدية الكحل والعمى ”
باكورة كتابات الفنانة التشكيلية باسم عطوي في نصوص نثرية / سوريالية واجتماعية وبعض النصوص التي تحمل الشاعرية من خلال صيغة وأسلوب أنماط ” السجع ” التي تتميز بها كتابات المؤلفة باسمة عطوي .
-×-×-×-×-×-
صدر حديثا عن دار ” زمكان ” في بيروت كتاب الفنانة التشكيلية باسمة عطوي الذي تضمن مجموعة من النصوص في تجربتها مع النثرية المتنوعة بين السريالية والاجتماعية .
الكتاب الذي زيّنت غلافه بلوحة من اعمالها التشكيلية حمل عنوان ” أبجدية الكحل والعمى ” حيث سيتم توقيعه في جناح دار زمكان يوم الثلاثاء في 8 آذار المقبل في معرض بيروت العربي والدولي للكتاب .
موقع ميزان الزمان يتقدم من الكاتبة الصديقة للموقع باسمة عطوي ومن دار ” زمكان ” بأطيب التهاني .
مختارات من الكتاب :
-1-
أتراكم ككتلةِ عمياء، تسير وتتدرج بجناحين من لهب، كلما إِقتربا مني أفرّ خوفا من ذاتي لأُحاول لملمة شتاتي ، اُعانق اقداري لأرى تحتي نجوما من عسل صقلتها رياح صفراء ذات بينين واكثر، وكلما اقتربا زاد إبتعادهما عني التصاقا ، أما نظراتي حبكتها ايادي خريف أجرد، تحلّقت في فضاء أصم، يشبه أُمنية زرقاء، تقاذفتها أنفاسي وسكبتها في قنديل صدىء وزرعته تحت أقدام تراب تعالى ليسكن روحي قبل طوافها حول أنشودة حياة كانت ولا زالت وهما على جليد، ما أنبت يوما إلا سكناً من سخام تبعثر بين أصابع دخان ارتسم بين ضلوعه أبيات وآلآم من اناتي، لينحني مستقبلي أمام ناظري وأتصبب انا جمالاً على كبر وأترحم صبراً على جمر، لا يكوي إنما يزرع نجومي هرماً على صغري، ويصوغ على إتساعه ضيق التصاقي.
-2-
ولسنا إلا بقايا جدل ، نتوه ونتلون بقلق ، ألأنا فينا خليط من رواية ومثل، منا من هو عميق ، والآخر هو لنا زنديق ، وبعضنا لا يستحق أن يكون لمسيرنا رفيق، وذات اتعبتها أناها ، ونادت ولم يُسمع صداها، فدخلت في مدار سُكناها، تعاند نورا أبصرت ملامحهُ ، وتصارع حقدها حتى إحترقت بنواياها، جمادٌ يتكتل كأحجية من فرّ منها هو غريق ومن دخل رحاها هو حريق..
ذات لم تكن لي يوما إلا حسرة، أناديكِ ودموعي جمرة ، أنّات عتاب مشيت أدناها، تمددت أمامي حتي غاب أقصاها، برداً لم يكتوِ يوما الا بغياب من غاب غيبةٍ راوح حضوره غيابي، ونحن كما نحن نسير بخطى عمى وكحل، شاردون في أتون غارقون في حصون، نلتف حولنا كغصن قمح في بيدر زيتون.