دراسة أدبيّة نقديّة في كتاب “بُستان الغزل” للكاتب د. طراد حمادة.
( بقلم الكاتبة والناقدة فاتن مرتضى)
-×-×-×-×-×-
الحبّ .. أعلق العواطف بالنّفس ، مشاعره تجعل المرء يحسّ بالجّمال ، في جميع مظاهر الحياة ، وإذا اتّجَهَتْ نحو الشّعر ، جَعَلَته يفيض بضيائها ، على كلّ شيء ، بطريقة فنيّة رائعة . قال أفلاطون :” الحبّ وسيلة للخلاص ، فهو الطّريق ، نحو التّحرّر ، الفكري والعاطفي ، الذي يقود الإنسان إلى حريّته ” . قال إبن عربي :” يبدأ الحبّ بالهوى ، ثم المَيل العاطفي ، الذي يقوم على الإخلاص لمحبوب واحد ، يُغنيه عن الكون بأكمله “. إعتبر الرومانسيّون الحبّ ، نوعاً من العبادة ، ووسيلة لصفاء النّفوس ، وتطهيرها .
منذ بدء البشرية، والرّجل يسعى لِنَيل رضا المرأة ، والظّفر بقلبها .
حول هذا الموضوع ، كتب الشّاعر د. طراد حمادة ،” بستان الغزل ” بأسلوب سيميائي حديث . جمع في قصائده الأربعين : الغزل ، الوصف ، الفلسفة ، غزل الرُّعاة ، التّصوّف والعرفان .. لا نستطيع أن نكتب عن مؤلّفاته ، إلّا من خلال الأبعاد الموجودة فيها وقراءة الرّموز بإيحاءاتها ودلالاتها البعيدة .. للتعابير في كتاباته سِحر ، يكتب بكلمات مألوفة ، معانٍ غير مألوفة . بلغة بسيطة ، يخلق عالمه الخاص ، فيحملنا معه ، إلى فضاء دلالي ، يتسم بالإيحاء والإشراق ..
أيُّها العشق :
أول قصيدة عنوانها ” أيّها العشق ” وهي المفتاح لقراءة القصائد التي تليها . يقول الشّاعر :
أيّها العشق
إصغِ إليّ
أجنحتي طليقة
وقولي سديد
ص ٩ يُنادي العشق باستعمال فعل الأمر ليلفت الانتباه لأهميّة ما سيقوله .
حبيبتي ساحرة الوجد / تحدّث عن الحبيبة موضع عشقه . سلبت قلبه . يسكب كأساً ، تلوَ الأخرى ولن تشفيَه الخمرة ولو شرب دنان الدّير .
يستعمل الشّاعر لغة الصّوفييّن التي تتّسم بالرّمز والإشارات ، والسبب وراء ذلك ، أنّ الأسرار الإلهيّة ، والحقائق الرّوحانية ، لا يحيط بها وصف ، ولا بيان .
لم يرد ذكر الخمرة والسُّكر بمعناهما الحقيقي ، بل المجازي . وهذه المحبة في الأسرار العرفانية ، هي التي بواسطتها ، ظهرت الأشياء ، وتجلّت الحقائق ، وأشرقت الأكوان، هي الخمرة الأزليّة ، التي شربتها الأرواح ، فانتشت ، وأخذها السُّكر ، واستخفّها الطّرب ، قبل أن يُخلق العالم . حبّه شريف وخمرته رمز عشقه الكبير وشوقه لرؤية الحبيبة .
حين أكون قربها
تدور حول قلبي
أعطيها جناحيّ
ونطير إلى عالمٍ
من الضُوء
العشّاق فيه أنوارٌ
والعذّال فيه غسقٌ
عالم الحبّ هو الأعلى مقاماً يتحوّل فيه المحبّون إلى ملائكة من نور . النّور أول خلق الله ، وكلّ الكائنات والأشياء الأخرى خُلقت تدريجيّاً منه ، هذا رأي الصّوفيّة ، وقد ورد في القرآن الكريم: ” الله نور السّماوات والأرض ” الآية ٣٥ سورة النّور . هو الهادي وهو الفارق بين السّعادة التي يعيش فيها المحبّون ، والغسق الذي يلوذ به العذّال الذين يُضمرون الكُره . الحبّ سامٍ .
أيّها العشق / هلّا أخبرتَني / من أين جاءت / إلى حديقة داري / وطرقت باب قلبي /كنتُ في وحدتي /
ص ١٢ يصف حاله كيف كان ..
وسمعتُ في لحظةٍ / من الأنس / وغياب الحواس / موسيقى أجراسيَ السبعة / سمفونية الوجود / السّماوي
. /ص ١٣ حين تضعف الحواس ، تقوى الرّوح ، يكون الأنس ، فارتقت نفسه في معارجها السّبعة : الشّهوة ،
الحسد ، حبّ الدنيا ، الرّياء ، الحقد ، الغرور ، والكلام ..وصل إلى أعلى المراتب ورأى رقص الأفراس في الحقول ، وسمع موسيقى الوجود التي تحرّك المشاعر ، فرش سرير العشق .. وجذبتُها إلى غرفة قلبي / ص١٤ بعد ارتقاء نفسه مراتبها السّبعة تجلّى له العشق أجمل تجلٍ .. أيّها العشق / من أودع سرّ / القيثارة / في أنفاس الغابة / .. وكأنّ أورفيوس يعزف على قيثارته السّحرية فيتبعه البشر ،الشّجر ، الحيوانات والحجر ..من وزّع على قصباتِ / النّهر / موسيقى الشّعراء / الجوّالين ../ ص ١٦ وكأنّ القصب الغافي على ضفاف النّهر ، ينشد موسيقى الشّعراء الجوّالين ، والبحر مداد لوصف جمالك ، دون أن يُدركه .. فهي فاقت الأوصاف .. يقول أفلاطون : “هذا الحبّ يقرّبنا من عالم المُثُل “..أيّها العشق / لا حدود لحبّنا / العالم يحفل بالصّحو / وكلانا يأخذ الآخر / إلى سُكره / ص ٢٣ السُّكر والخمر رمزان للمحبّة
الإلهيّة ، لذلك تكثر المفردات المتعلّقة بالخمرة ، لتزيد التأكيد على تعلّقه بها .. يقول الشّاعر : افتحي عينيكِ / على لوحة أنفاس الغابة / وقولي سيأتي حبيبي/ ويأسر غزالة روحي / في مرج النّور / يعكس الرّمز ، كلّ خفايا النّفس ، من عواطف وانفعالات وأمور غيرها مكبوتة في اللّاشعور ، فتُصاغ الرّموز كبدائل ، لتنوب عن الأصل الذي ترمز إليه .. ففي قوله “لوحة أنفاس الغابة ” صورة فنيّة رائعة جعلتنا نتنفّس ونشاهد مساحات خضراء من الجّمال على مدّ النّظر وكأنّها الجّنّة .. “غزالة روحي ” كناية عن الرّشاقة وسرعة التّنقل ، كأنّها تبحث عن شيء تبتغيه ، هي النّفس القلقة لا تستقر إلّا بالإيمان الحقيقي ، والوصول إلى الحكمة الإشراقيّة .
إتخذ الصوفيّون من المرأة ، رمزاً موحياً دالاً على الحبّ الإلهي ، وحاولوا التأليف بينهما ، لأنّ الأنثى تمثّل رمزاً من رموز الجّمال المُطلق ،
وحين يبثّها الشّاعر وجده ، فإنّما هو في الحقيقة ، يُعبّر عمّا ترمز إليه ، إلى الحقّ والجّمال. ظهر الشّاعر في قصيدته صوفيّاً بدرجة بلغ فيها مقاماً رفيعاً ، أظهر عشقه الإلهي من خلال حبيبته رفيعة المقام والصّفات تليق بمقام المعشوق .
قسم د.طراد الكتاب إلى ثلاثة أجزاء وضع لكلّ منها عنواناً جامعاً لقصائد متعدّدة .
القسم الأول عنوانه : “بستان الغزل “.
يقول في قصيدة “سيدة العشق سيدة الأمطار ” وقفت سيّدتي ، سيّدة الأمطار / تسأل عن عشبة صيف ، تركتها / العام الفائت ، قرب الصّخرة تستلقي/ ص ٥٥ جمعت تلك الوردة كلّ الألوان ..وتمنّى .. لو أنّ مدينة عشقي / لا تقفل في اللّيل الأسوار / وتدخل عاشقتي من باب / الأسرار/ ص٥٦ يتمنّى أن يأنس بها ، هو عذري الهوى ، يريد قدومها من باب الأمنيات ، يخشى أن يمسّها أذى ، أو تنال سمعتها شائعات مغرضة ..
ليلى تشرب من كأس السّكران / وتملأ إبريق الوجد / لا يُدرك عين الظّاهر ليلى / لا يُدرك قلبُ الباطن ليلى / السّرّ الظّاهر والباطن / ص ٥٩ يقول إبن الفارض:” يُلتمس معنى الجّمال الرّوحاني ، للوصول إلى الجّوهر النّقي ، الذي يحمله رمز( ليلى ) ولا يكون ذلك ، إلا من خلال تجربة الحبّ الحقيقي ، هنا لا يُنظر إلى المحبّ أو المحبوب على أنّه “موضوع “، بل هو “الكلّ”، بل هو الحياة .” المحبّة الإلهية ، في نظر الصّوفيّة ، هي محو المحب بصفاته ، وإثبات المحبوب بذاته ، من هنا جاء ذكر ليلى ، كرمز حيّ ، عن هذه العلاقة العشقيّة السّامية . ترمز إلى تجلّي الذات الإلهيّة ، التي أشرق نورها ، في عالم الأرواح ، وتدلّيها على قلب العارف ، بالعلم والمعرفة الذّوقيّة ، وتجلّي السرّ الباهر ، والأمر القاهر .
يظهر هذا الرّمز بوضوح ، فيما ورد من صفات “الظّاهر” ،” البّاطن ” وهي من أسماء الله الحُسنى ، هو العالِم بما ظهر من الأمور ، والمطّلع على ما بطن من الغيوب .. الظّاهر بلا خفاء ، البّاطن بنعت العُلا ، وعزّ الكبرياء ..
وقفت سيّدتي ، سيّدة / الأمطار ، لتسأل عن عشبة / صيف . حلّ الأينُ على / الأشياء . وحلّ الكَيف / ص٥٩ يقول الإمام علي (ع) كيّف الكَيف فلا يُقال كَيف ، وأيّن الأين ، فلا يُقال أين ؟ ليس لله شكل ، وليس له مكان يحويه ، لا شكل له ولا كَيف ، لأنّه خالق قديم ..وقفت سيّدتي ،/ سيّدة العشّاق / لتسأل عن معنى الحبّ / وهي الحبّ../ مفتونٌ من يعرف ليلى / مجنونٌ من يعشق ليلى / ص٦٠ ليلى مُلهمة شمس المعاني . هي شيء مقدّس في صفائها ونقائها ، لا يُدرك هذا إلا العارفون ، الذين سلكوا دروب التّربية الرّوحيّة ، ودخلوا حضرة المولى عزّ وجلّ ، وانتقلوا بأنفسهم ، من مرحلة النّفوس ، إلى مرحلة الرّوح ، إلى مرحلة السرّ ..الشاعر واحدٌ منهم ..
من مدينة شيراز السّاحرة ، عبقريّ الشعر الفارسيّ ، هو سعدى الشيرازي ، قارن رالف ايمرسون كتاباته بالكتاب المقدّس ، من حيث حكمته وجمال روايته ، من أهم ما كتب : “روضة الورود ” وكتاب ” البُستان ” .
يقول د. طراد في قصيدة “بُستان سعدى ” :
أول السّامعين من شيراز / أنتِ / شممتُ رائحة عطرك / في حديقة داري/ ونظرتُ إلى أوّل الطّريق / بين شيراز والحجاز / علّني أراك / آتيةً من جوار البيت / وفي جعبتك / مفاتيح عشقي /
ص ١١٠ هي سامعةٌ للقرآن الكريم ، وأناشيد العشق الصّوفيّ ، عابدةٌ ، تقضي أيامها بين شيراز والحجاز لأجل الحجّ والتهجّد وأداء الفرائض الدينيّة التي تُمثّل طهارة القلب من النقائض والآفات الدّنيويّة ، وهي المِعراج للوصول إلى الخالق . من يتّصف بالإيمان الحقيقي يهبه الله كرامات لا تُعدّ ولا تُحصى . وكأنّهم جميعاً استعدّوا لاستقبالها . سبقها عطرُها وهي آتية من ديار الله ، لأنها امرأة الدّعاء والورد . أيّتها الغريبة / في جعبتكِ / دفتر الأشواق / ص ١١١ هي غريبة ، طوبى للغرباء من المؤمنين ، لأنّ في غربتهم ألماً !! فليُثابوا على إيمانهم . هي متصوّفة ، تخلّت عن زاد الدّنيا . تعالي إليّ / أيّتها الغريبة / محفل العشّاق / يلتمّ من أجل عينيكِ / هذا المساء ../ ص ١١٢ يجتمع الصّوفيّون ، هذا المحفل أصحابه من الغنوصيّين الذين يسعون إلى الكشف عن حقيقة الجوهر الأعلى للإلهية ، هم الذين اتّصفوا بالزّهد ، وفاض عندهم الوجد .
قصيدة من الغزل الصوفي الرائع كتبت بأسلوب سيميائيّ راقٍ .
القسم الثاني من الكتاب بعنوان “غزليات ” جمع قصائد قصيرة ، كأنّها همسات في أذن الحبيب .
في قصيدة” يجيء الطّير إلى عرش سليمان ” يقول : استعارت شالها من صبايا صنعاء ، ونامت قرب سكّةٍ للقوافل / تحمل القات من حضرموت إلى بابل القديمة ../ كُتبت القصيدة من وحي قصّة نبي الله سليمان وبلقيس ملكة سبأ التي يعود أصلها إلى اليمن ، امتازت بالحِكمة ، ورجاحة العقل ، حفظت قومها من القتال والفناء ، وجلبت لهم الخير بأن تركوا عبادة الشمس ، وآمنوا بالله . عُرفت في الحضارة الأثيوبيّة والرّومانيّة ، ويعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد ، ذكرها القرآن الكريم باسم ” امرأة ” على لسان الهدهد في سورة النمل الآية ٢٣ .. وحين يدخل الصّيف / وتنضج في الحقول /
السّنابل / تجيء الطّيور إلى موعدها / مع سليمان عند الضّفاف / .. سخّر الله الطّير لنبيّه سليمان ، وعلّمه لغتهم ،
كان يتفقّدهم باستمرار .. ومنهم طائر مزوّق العنق / بالأحمر، يقدِم قبلها / ويفتح الطّريق إلى عرش / الحكيم ../ هذا الطّائر هو الهدهد ، الذي عُرف بذكائه وحكمته ، وكان السّبب لقدوم بلقيس إلى بلاد النّبي. قال لسليمان : أحطتُ بما لم تحط به كأنّه يُشبه فلاسفة أثينا .. جاءه الهدهد من بلقيس بالنّبأ / العظيم / بأنّها ستأتي لترى الأمر بعد أن ردّ هديتهم ، فأنبياء الله لا تُغريهم ، الأمور الماديّة وزُخرف الدّنيا ، بل يهدفون إلى هداية النّاس ، لعبادة الله وتوحيده ..
كانت هذه القصّة ، مادّة خصبة لكتابة القصص والقصائد والأعمال الفنيّة . ما يميّز قصيدة د. طراد ، أنّه كتبها بأسلوبه المتجدّد بإيحاءاته الرّمزيّة ، ودلالاته الإيمانيّة .
القسم الثالث من الكتاب
حمل عنوان ” غزل الرّعاة ” :
يدلّ مصطلح “الرّعويات” على أشكال من العروض الفنيّة لحياة الرُّعاة ، من الشّعر ،الموسيقى والمسرح ..والتّسمية مستقاة من الشّخصيّات الفاعلة في العمل الفنّي ( راعٍ وراعية ) التي ترتبط ، مكانياً بريف حقيقي أو مُتخيّل . يقول في قصيدة ” نشيد إنشاد الغزل ” قالت : هل تعرفُ / تاريخ الرّعي / وما ترويه الأنهار/ ولماذا أحببت عيوني / وكيف رويتَ على فم القيثارة / قصّة حبّي؟ /ص ١٣٣ على ضفاف الأنهار ، مع أنغام القيثارة تدور قصّة الحبّ . عاشقان جميلان يحلمان باللّقاء .. أعدّ لها ، سريراً من خشب ، وغطاءً من عشب ، جمع لها من الحقل : شقائق النّعمان ، دوّار الشّمس ، أزهار الدّفلى ، وورق الحَور ، نصب خيمة من قصب قرب النّهر، يزيّنها الورد ، وتطربها موسيقى البلبل الرّنان .. بيئة عذراء يحلم بها كل من ينشد الرّاحة والهناء ..يحلو الحبّ في أفيائها .. وعيناكِ السّؤال / يا شجر الموّال /
ولون الشّال / هل توافيني / إلى بستان سعدى / لأسمعكِ غزل الفُرس / وقصص الإفرنح / وأشعارَ العرب / ص ١٤٥ هذا الرّاعي مثقّف . يا حبيبي / دلّني أين أنت / مزّقتُ ثوبي كي / أراك / فقدت العاشقة أثر حبيبها ، لأنّ حياة الرّعي ، قائمة على التّرحال ..
اهتم الذين كتبوا الشّعر الرّعوي بوصف سحر الأماكن القرويّة ، وتاقوا إلى فضاءات فردوسيّة ، وأركاديا مدهشة ، يسودها الحبّ ، الإخلاص والوفاء ، الرّعي ، الشّعر والموسيقى . د. طراد ابن سهل البقاع ، منطقة الهرمل ، تربّى على ضفاف نهر العاصي ، ولامس هذه البيئة بشكلٍ مباشر بكلّ حواسّه ، فكيف لا يصف هذه البيئة شعراً ؟!.
بعد قراءة هذا الكتاب نشعر ، بالسّلام ، السّكينة والطّمأنينة .
اختار د. طراد كتابة بلاغة الشّعر لأنّ فيها ، لذّة الفِكر ، ونشوة القلب ، ومتعة الأذن ، وطرب النّفس ، وحركة الكيان ، بسحر البيان . يسعى في قصائده إلى إيصال مفاهيم متعاليّة ، وجماليات الخلق ، والطّبيعة ، والرّوح العرفانيّة الإيمانيّة ، وكلّ واحدة فيها مضامين ، مليئة بالعِبر ، ونهج حياة .
أثّر عبقري الشّعر الفارسي سعدى الشّيرازي بالكثيرين ، تأثّر به ، د. طراد حمادة المُعجب بالحضارة الفارسيّة وشعرائها وهذا الأمر واضح من خلال ما نقرأه في كتاباته ومن عنوان هذا الكتاب . كتب سعدى الشيرازي كتاب “البُستان” وأضاف إليه د. طراد كلمة “الغزل “فأهدانا : ” بُستان الغزل ” …