لو توقظين السَّهرْ
للشاعر نعيم علي ميّا
-×-×-×-×
تسافرين في ضِياعي
تَزْرعين أَبجديَّاتِ الحزنِ
في مسَارب الخُطا
فأرتمي مُهاجِراً في حُرْقَتي
وأَحتويكِ في دمي
أُصْغي إلى نبْضي
أَراهُ قاعِداً
على خَواصر القلقْ
**
مَللْتُ هذا العمرَ
ينسجُ الهزالَ في ضلوعي
و يُعنكِبُ السَّهرْ
**
أنا غيمةٌ تسحُّ دمعَها
وكلّما تورَّمتْ
تسحُّ دمعَها
فيا رياحُ ..
خبّئيني في قَوارير الضَّنَا
ثمَّ اضْفُري جديلةَ الحنينْ
أُلقِي بها على مقالِعِ الغروبْ
وحينما يظْمأُ قِنْديلُ السَّهرْ
دعي فؤادي بسكْبِ المَطرْ
**
لا تُسْقطي صوتي على بيادر الوجعْ
مشتْ شفاهي – رغْمَ يُـبْسها –
مثلَ نبيّ يتوكّأُ المدى
يسْرجُ تاريخاً من التَّعبْ
**
يا أَنتِ
يا راعشةَ الأَهدابِ قد
بلّلني الوهجُ
وصلّى في دمي
غنْجُ التَّرجّي
وتساقطتْ على منحدراتِ الّليلِ
أُمْنياتي الحَمْقَى
تُبعثرُ القلقْ
**
أَعرف أنّهُ لكي يأتي النَّهارْ
لا بدَّ أَنْ يرحلَ هذا الّليلُ
في تشقُّقِ الضّياءْ
**
وحين ناستِ الرّياحُ
شِلْتُ جراحي
وتقاسَمَتْني الأَبعادْ
**
الحبُّ
يكْسو جسدي
يُودِعهُ ضفائرَ الحنينْ
يَغْفو على نَهْداتهِ
نهدانِ من لوزٍ وعَنبرْ
**
تسافرين في ضياعي
والطّريقُ لا تمرُّ إلاّ من حواكيرِ القمرْ
فيا صديقةَ التَّعبْ
لو تُوقظينَ مقْلةَ السَّهرْ
***