جلس يتأمل صورة لها عبر حسابها على موقع الفايسبوك , جميلة هي.. عيناها تختصران كل الطبيعة.. اسرع الى خانة الرسائل وأرسل:
- صباح الخير
انتظر قليلا فجاءه الرد المماثل: - صباح الخير.
- شاهدت صورك .. أعجبتني.. عيناك
- شكرا.. ولكن مؤكد انك قد استمعت يوما الى أغنية “كن صديقي” لماجدة الرومي والتي قالت فيها : لماذا تهتم لشكلي ولا تدرك عقلي؟!!
- وهل سمعت بالمثل القائل: تكلم لأراكَ
- دعنا نتحدث اذا وابتعد عن لغة العيون..
- شرقي الهوى انا .. ولغة العيون اجمل اللغات
- غير ان الشرقي لا يرضى الا بدور البطولة.. وانت كاتب، عليك ان تكون اعلى فكرا من الاشخاص العاديين.
- في القصص، النساء قد يعشقن الكاتب ويكرهن الرجل، وانا احب ان ادخل الى قلب المرأة كرجل قبل الكاتب.
- هذا اذا كانت المرأة على أستعداد ان تدخلك كرجل.
- وهل يدخل الى قلبها الكاتب؟!!
- ادخل الى فكري ككاتب..
- ويبقى الرجل خارجاً؟!!
- لا يهم، المهم ان يدخل احدهم من ان يخسر الاثنان..
- قد احوم حول افكارك وأحاول الدخول، فيؤنبني الرجل الذي يمتلكني ويتهمني بالخيانة.
- إطمئن ستدخل الى قلبي ككاتب فاستعمل ما انت مبدع فيه ولن يؤنبك احد.
- قلبي تارة يرافق كتاباتي وتارة يرافق مشاعري وأحيانا كثيرة يرافقني كرجل يبدع في الكتابة ونكون كتوأم متلاصق فندخل سويا.
- لا بأس ان وضعت في بضعة اسطر مشاعرك الصادقة، هذا يزيد الحوار جمالا.
- لكنك تقولين اني قد انحدر الى مستوى الرجال، وانا رجل قبل ان اكون كاتبا، قد تغريني عينان خضراوان فأعشق، او سوداوان فأذوب رقة
- كن رجلا ولكن لا تكن ذكرا.
قلت لك شرقي الهوى انا، عاشق للمرأة وقد لا تستهويني الشروط الغربية في العلاقات الثنائية. - اذا ارسل شعرا للمرأة بشكل عام، وليس لي شخصيا فتغرق في مستنقع الاعجاب.
لست شاعراً، ولا اكتب تقارير في الحب.. انا ابن اللحظة، قد يأتي يوم وأكتب لك قصيدة، وقد اصمت كثيرا وأكتب الف قصيدة. - اذا ارسل لي قصيدة واحدة. الكثير من الشعراء والكتاب يرسلون إلي أشعاراً ونثريات وانا اقدر لهم هذا.
- قصائدي ليست معلبة، ليست تحت الطلب.
- خذ وقتك فإني انتظر.
- لن ارسل إليك اية قصيدة، ولكني سأرسل باقة من القصائد لعينيك، ساعة اشتاق ربما لاني لا اريد ان اكون كباقي الشعراء والكتاب.. قد اتميز هنا انني تحت العشق وليس الطلب.. ما لون عينيك؟!!
- عدت لتسقط في فخ السؤالات المكررة!!
- ان عرفت لون عينيك الحقيقيتين، قد اكتب بمزيد من الحب.
- اذا اكتب لعينين جميلتين، للجمال المطلق وليس لهوية محددة.
- ان طاوعتك قد يخذلني القلم، وقد يخذلني الفكر.
- الروح تسير القلم.
- اريد ان ابتعد قليلا عن عينيك، حتى اشعر بالسلام فأكتب.
- ابتعد ما شئت.
- قد يطول البعاد فهل تنتظرين كلماتي؟!!
- طيفها سيرافقك.
- طيفها ام طيف عينيك و ثرثرتهما الجميلة!!
تصمت فأتابع قائلاً: – اعجبني حوارنا قد اكتبه يوما لتكوني انت البطلة. - وانا احببت هذا فأنت لست كباقي الرجال.
- بت أغار من هذا الكاتب، وقد أدعم الرجل الذي في داخلي ليقضي على الكاتب. فأنتفض لرجولة امام امرأة جميلة.
- ستفعل دائماً ما يرضي امرأة جميلة.
- قد أغار من كلماتي ان دخلت فكرك ولم ادخل قلبك.
- لا تغر فأنت من أرسلها.
- أرسلها ولكن.. اخشى من قلبك المغلق..
- قلبي حصن منيع ، ولكن فيه نافذة تطل على النور البهي.
- انت ظالمة، لقد حكمت على خطواتي بالسير وفق قوانينك وانا رجل حر، احب ان اخالف قواعد المرور.
- لم اظلمك بقدر ما ظلمت نفسي، ووضعت ذاتي بين قواعدي
- قواعدك قاسية.
- ليس دائماً.
- دعيني انظر الى عينيك، وأتأمل تفاصيل وجهك.
- تأمل وخذ وقتك في التأمل.
- وقد الامس خدك بيدي، وأضع قبلة صغيرة على شفتيك..
- وانا قد ارحل قبل ان يقتل الرجل الذي يعتريك ذاك الكاتب الجميل.
ورحلت وغابت كلماتي مثلما غابت هي، ربما بعد غربة ستعود وقد تغيرت معالم الرجولة في ذاتي الشرقية.. فلا اعرفها ولا تعرفني!!!
( الكاتب حسام فوزي سعيد )