( نقلا عن مجلة ” الأمن ” اللبنانية )
مقالة للكاتبة ميشلين مبارك :
الثقة بالنفس في مواجهة الحزن فلمن الغلبة؟
-×-×-×-×-×-
مع كل محطة جديدة من محطات الحياة، نواجه العديد من التحدّيات. منّا من يضعف، فيسقط ومنّا من يضعف، ولكن يقاوم فلا ينكسر بحسب تجاربه، تربيته، بيئته. إنّما الاهم تبعاً لبناء الشخصية الفردية التي يجب العمل عليها وتحفيزها كل يوم.
وقد يسأل البعض عن كيفية التحفيز ؟ وكيفية مساعدة أنفسنا في خضّم الكمّ الهائل من المشاكل، خصوصاً وأنّ التجارب في لبنان تقف على كل مفترق… نعم، هناك إمكانية للمواجهة والانتصار، وهذه الامكانية تبدأ من الذات، من داخل كل نفس بشرية، والمساعدة تكمن في “التدريب الحياتي”، فما هو هذا التدريب؟ للغوص أكثر في الموضوع، التقت “الامن” الاختصاصية في “التدريب الذاتي والحياتي” أو ما يُعرف بال life coaching لينا خوري.
نعلم بأنّ مهنة “التدريب الحياتي” نجحت وانتشرت مؤخرا ربما لكثرة المآسي التي تعاني منها الشعوب، وتعدد المشاكل التي يرزجح تحت ثقلها الانسان، كيف برأيك العمل على تعزيز الثقة بالنفس وإعادة التوازن؟
فتوضح المدربة خوري: “لدى كل مدرب، هدف محدد في عمله، يعمل عليه مع الفرد أو الجماعة، بحيث يمكن التركيز على الصحة مثلا أو السعادة أو كيفية التغلب على الحزن، أو التركيز على المهنة وكيفية اختيارها…إلى ما هنالك. ولأن الاهداف محددة، فالعلاجات تكون مختصرة أو لفترة زمنية محددة. فكلما استطاع الانسان أن يحقق خطوات ملموسة عبر مساعدة المدرب الحياتي وتحفيزه على التقدم، تتعزز تلقائيا الثقة بالنفس”. وتشير خوري إلى أهمية المساعدة التي يقدمها المدرب الحياتي في توزيع طاقات الشخص في خانات حياته المتعددة، وبالتالي عبر تحقيق أهداف صغيرة يومية وصولا للهدف الكبير وهو ايجاد التوازن المطلوب.
نسأل المدربة الحياتية لينا خوري إن كانت تعمل على إزالة الاسباب أم على تقبلها؟ فتجيبنا: “بأنّ عمل أو رسالة التدريب الحياتي قصيرة ومختصرة، فنحن كمدربين بشكل عام، نعمل على جعل الاشخاص يتقبلون الاسباب، فالمدرب يعمل مع الشخص على رؤية بعض المشاكل أو الامور بمنظار مختلف ريثما نحاول الاعتراف بها ومعالجتها”.
وبما أننا في زمن صعب، والمشاكل تحيط بنا، لا شك بأنّ الحزن أو الاكتئاب يطرق أبواب الكثيرين منّا، هنا نسأل خوري إنْ كان بالامكان تخطي الحزن والاكتئاب من دون أدوية طبية ؟
فتجيبنا: “لا شك بأنّ التدريب الحياتي لا يحلّ مكان العلاج النفسي الطويل، تبعاً لما تقتضيه بعض الحالات. فالاكتئاب أو الادمان عندما يكون مشخصاً من طبيب نفسي وعلى درجة متقدمة فهو طبعا بحاجة الى علاج نفسي طويل المدى وأدوية طبية. أماّ في حال خسارة أحد أفراد الاسرة على سبيل المثال، فهذا الحزن ممكن تخطيه إلى حدّ ما طبعا بمساعدة المدرب أو المدربة الحياتية. المهم أن لا نترك فترة الحزن تطول أكثر من ستة أشهر”.
ونظراً لأنّ الانسان هو جزء من العائلة أو الجماعة، تطرقت “الأمن” ضمن السياق نفسه، إلى دور البيئة المحيطة، فشددت “خوري” على أهمية البيئة المحيطة بنا، سواء كان الانسان يمرّ بفترة صعبة أو بفترة جميلة. “فبقدر ما نستطيع بناء بيئة ايجابية تدعمنا في أحلامنا وطموحاتنا، بقدر ما ننجح في الوصول الى ما نطمح إليه”. ونختم عبر سؤال أخير، إن كان تحقيق الاحلام مهمة صعبة؟ فتؤكد أنّه بحسب عملها مع العديد من الافراد والجماعات: “أننّا إذا ثابرنا وعملنا بتخطيط وتقسيم الاهداف، نستطيع بكل تأكيد تحقيق أحلامنا”.