” نزيف الأنفاس “
نزيف الأنفاس يغتال أهازيج الصبح
على مسمع الوجود الخاوي
تولول فيه رياح الغربة…
عندما تقسو على مسافر
سرى مع خطى الفجر
يشق عباب بحر تصيدته
الأمواج العاتية…
وفي بستان قلبك الغر
قد يورق الحب ويزهر
حينئذ تبدأ الحكاية’مدبجة
بحبر روحك ورؤاك
وقد أثقلتها بشكواك…
ودونك هاتيك الروابي
مثقلة بهموم الجنى
في الفصول العابرة
ترنو اليك من وراء الأفق
تلاعبت به ألوان قوس قزح
في البرية كالشوق لا يعطي رحيقه
ترنو اليك امالك من زمن
تاه في معتقل الأحلام
تخبرك بأنها ما هي
إلا قصتك تجترها أيامك
وقد غدت بأشكال شتى
تشتتت أحداثها وأما الأبطال
فقد وسمتهم الهزيمة
وقد باتت قدرهم
ينظم فيهم مرثياته..
تمازجت الألوان والتبست
الطرق والمعارج… فهلا تأملت
ذاتك في مرآتك…
فتلك تفاصيلها وملامحها
بين حنايا الروح ارتسمت
متعثرة خطاك في زحمة أيامك
تتوالد خواطرك وقد انبعثت
تتراقص شذرات كالحقيقة
لا تفصح عن كنهها في دروب ذاكرتك المنهكة.. تطاردك في
حلك وترحالك ..فهل كنت قادرا
على ان تتجاهل نزيف أنفاسك
وهو الذي بغد آخر يخبرك
من أوردته ترتشف نبض حياتك