” أغار ” ديوان جديد للشاعرة فاتن شيمي
-×-×-×-×-
صدر حديثا عن مؤسسة الرحاب الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع، وسهرة النورس الثقافية ديوان شعر للشاعرة فاتن شيمي تحت عنوان “أغار”، وهو الديوان الثاني بعد “إليكَ أكتب” الصادر عن دار الفارابي.
.. الديوان الجديد الذي صدر عن مؤسسة الرحاب لصاحبها الناشر والشاعر أحمد فواز , يقع في 112 صفحة من القطع الوسط ويضم 65 قصيدة تنوّعت بين شعر الغزل والشعر الوطني والاجتماعي، حيث اختارت شيمي عناوين القصائد بدقّة تعبّر فيها عن دلالة النصّ، وقد أشرفت على إصداره سهرة النورس الثقافية التي يرأس هيئتها الادارية الاستاذ مظفر الخطيب و تضم مجموعة من المثقفين والأدباء الفلسطينيين ومنهم الشاعرة فاتن شيمي.
كلمة الإهداء :
كتبت الشاعرة فاتن شيمي كلمة الإهداء التالية :
إلى من جَعلني أعْدو في الكتابةِ عَدْوًا..
إلى من أَهداني طقوسُ الدَّهشةِ،
و رحْتُ أبحثُ بعدَها عن اسمي وعُنواني..
إلى من أيقنْتُ أنَّ العُمْرَ لا يستقيمُ إلّا به..
إلى الشهيِّ البهيِّ،
صاحبِ التّكاوينِ الخُرافيّةِ الجمال..
إلى من لا تُشرِقُ الشَّمسُ،
إلا إذا قرعَ على ستائر قلبي..
إلى أبجديّتي و مُعجم لغتي..
إلى مُلهِمي..
أُلبِسُكَ هذا الرّداء،
علّه يستعيرُ السحرَ منكَ..
كلمة تقديم الديوان :
قدّم للديوان الروائي والشاعر الدكتور عبد الكريم البعلبكي الذي قال :
أحبَّتْ فاتن شيمي اللغة العربية فأحبّتها هي أيضًا..بدأت بالكتابة منذ نعومة أظافرها متصلة بكنوزها الجماليّة فمزجت لوحاتها من روعة اللغة ، ومن سحر الأرض، نهلت الانتماء إلى الجذور فتلقّت من معلميها اعترافات بجودة إلقائها للمحفوظات الشعرية المدرسية حتى برزت موهبتها بين زملائها فوق العديد من المنابر وفي شتى المناسبات فأصبح الشعر في حياتها محطة بوح وواحة تعبير، تلجأ إليها، ترتاح في ظلالها وبين أفيائها بين حين وآخر.
الشعر بالنسبة لفاتن شعور صادق وموسيقى عذبة وصور تعبيرية، وهو حالة ( جو ) فضاء، أكثر مما هو أفكار سردية، إنه منهجية البحث في طرائق تجسيد المضمون المادي للأفكار والأساليب والرؤى الوجدانية على صعيد فني ضمن منطق الثورة اللغوية بهدف التجديد.. فبات النص عند شيمي بنيويًّا مندغمًا في اللفظة الشعريّة المتمتعة في الوقت ذاته بقدرة عالية على ضبط المعنى وحدوده واطلاقه والتوغل في مدلولاته الخفية وغير المألوفة .
وعندما أبحر في صيرورة القصيدة عند شيمي أجد نفسي مدفوعًا لدراسة اللحظة الابداعية كما هي مقسّمة من قبل الشاعرة، حيث أنّ هذا التقسيم أتاح الانتقال بيسر، عبر الأزمنة دون التأثير على فنية القصيدة، فأمسك بأزمنة قصيدتها كلها، فأجدها تناجي الرجل الخيال بكل عفاف..
فما رأيت الرجل في الشعر كما عند فاتن، الرجل الذي لم تخاطبه الشاعرة في أي من قصائدها باعتباره رجلاً خارج اطار الرمزية بل كان وطنًا وأبًا تناجيه كائنًا مركبًا يمتلك أكثر من بعد ويحوي أكثر من مستوى .
وتمضي شيمي من قصيدة إلى قصيدة ومن ومضة إلى أخرى لتبدع حروفًا ممهورة بعناق الذات المبدعة برومانسية شفافة ومشاعر خاصة نبيلة تحمل هموم الانسان والوطن.
قصائدة مختارة من الديوان :
” لفافة التبغ.. “
تثيرني الطريقة التي يشعل بها لفافة التبع،
و ينفث الدخان إلى اﻷعلى..
تثيرني قهوته،
و أشفق على فنجانه،
و أدعو له بالثبات!!
تثيرني ضحكته،
التي يستقبلني بها عند كل لقاء،
و التي تمطر نجوما لؤلؤية..
يثيرني عطره الذي يحتل فضاء جسده..
تثيرني نظرته:
المواربة، المغرية،
الحبلى، اللغز،
اللامعة، الواثقة،
العميقة، الصديقة !!
تثيرني سمرته،
التي تذكرني:
باﻷرض، باﻹنتماء،
بالهوية، و اﻷصالة..
تثيرني حروف اسمه الممنوعة من الصرف،
و العصية على النسيان..
تثيرني أنت من اﻷلف إلى الياء..
” أغار.. ”
أغار عندما ينام البدر،
و تنسدل اﻷهداب،
و تزوره ملكات أحلامه..
عندما أنظر إليه،
و أرى سيل البريق،
المتدفق من العينين..
عندما يمسك لفافة التبغ،
بطريقة رجولية..
عندما ينتشي مسامه،
الذي يفوح منه رائحة الهال ..
عندما يضحك،
و أرى النور يصدح من فتنة اﻹبتسامة..
عندما يترنح،
فيناديني بصوت منقطع النظير..
أغار لو تنشقت أنثى غيري،
سيمفونية عطره،
المنثورة في بيدر جسده،
عندما يمر!!
لو اشتهت إحداهن،
حبات العرق اللؤلؤية،
المنسابة من جبينه، إلى خده،
فعنقه!!
أغار من صوته،
من همسه،
من لين لمسه!!
أغار إذا ما لثم فنجانه،
فتشعر القهوة بخدر لذيذ!!
أغار من نسمة،
لمست بنشوة عشب صدره!!
أغار..
و كيف لي ألا أغار،
و أنا بحضرة كامل الأوصاف؟؟
روعة الاحساس