د. قاسم قاسم في ” مشوار اليوم”
مع الشاعر الراحل عصام العبد الله
-×-×-×-×-×-
عذرا ايها الصديق الغائب لتأخري في مؤاساة نفسي..كان أول دخوله قبيل الظهيرة موعده اليومي المعتاد، ولحظة جلوسه الى الطاولة، ينادي النادل( ابو حسين) يا بابا، جبلي منقوشة زعتر تكون محمصة، وما ان تصبح بين يديه ، حتى يطرق عليها باصابعه مثل عازف البيانو.
وحين يلتئم جمع المحبين والاصدقاء، تبدأ المداعبة الكلامية التي اشتهر بها. بينما مشاكسته للاصدقاء مردها الى قراءته المختلفة، والمستنيرة للادب والسياسة، وتفضيله المفارقة ، والصورة المجازية، واللقطة الشعرية.
ورغم انشغاله بالمحكية، الا انه ضليع بالشعر الكلاسيكي، ليس لكونه استاذا في الادب العربي، بل هو قاموسه وذخيرته.
عندما غادر موقعه بكى الاصدقاء، وحتى الكرسي التي كان يجلس عليه، انحنى لوداعه والتصق بالطاولة.
والمفارقة هي كيف وصف بوابة الموت؟
بوابة الموت
معمولة من حجر ياقوت
وبتفتكر مرات انها عالية
ما بظن بوابة الموت اوطى من سقف تابوت.
تتفوت بدك تنحني.
-×-×-×-×-
هل انحنى عصام.؟
لا يفوتك من الذوق والإخلاص شيء فمشاعرك هي التي تخط وليست يدك .
من ورأءه أصدقاء أوفياء كامثالك يرفعون ذكراهم عاليا لا ينحون حتى وإن رحلوا . رحمه الله . ولك كل الإحترام دكتور قاسم قاسم.
كلام راقٍ وجميل يحرك المشاعر ويوقظ الوجدان . ليس غريبا. أن باب الدكتور قاسم قاسم بهذه الرقة والرعاية فقلمه متمرّس وقلبه لا يعرف إلّا المحبة