يا امْرَأَة تَنْتَظِرُ فـي عُرْيٍ الزَّمَنَ الرَّمادِيَّ
لَـمْ يَعُد ذلك الشَّارِعُ يشاغب حواس آخر الليل.
مَنْ أَنْتِ أَيَّتُها الطّفلة الَّتي تَشْتَهيكِ الْـمَشانِق؟؟
وَالْوَجَعُ يَـخْنُقُ فَراشاتِكِ الْـمُلَوَّنَةَ.
ما زِلْتِ رَغْمَ طَعَناتِ الْـخَناجِرِ
تطاردين حُلُماً في مسارب خفيّة
تَهَبينَ نبضك المرتعش لِلسُّكونِ
لَكِ ما تَرْغَبينَ أَيَّتُها الطِّفْلَةُ الْغَريبَةُ
لَكْ نَجْماتٌ تَـجوبُ عَتْماتِكِ
لَكِ مَطَرٌ يَمْلَؤُكِ
لَكِ جُرْحٌ وَوَجَعٌ يَئِنُّ
وَزَوْرَقٌ يَـحْمِلُكِ إِلى الشَّمْسِ
لا شَيْءَ يُباغِتُكِ غَيْر غُبارِ الطُّرُقاتِ النَّائِمَةِ
تَسْكُنين كَهْفَك الْأَزَلِـيَّ
تَـحْمِلين قيامة أخرى يُبْعَثُ فيها العشاق
و الذين ماتوا خلف أعمارهم .
فهَلْ تَعْبَئيِنَ بِما خَلَّفَتْهُ الْـحَرائِقُ؟؟
مِنْ أَيْنَ تَلِجُنا الرِّياحُ؟
وَحْدَكِ تُعانِقينَ الْـحُلُمَ
تُطَرِّزينَ شَراشِفَ الْقَصائِدِ.
يا امْرَأَةً تـحُطُّ الغيومُ على كفها
تَسقط بين خطوط يديها نبوءةُ العرافين
حين يكتحل البحر بالغرقى و مهرجان الملحِ.
يا امْرَأَةً تَـمْنَحُ كَفَّها أُغْنِيَةً
لِكُلِّ الَّذينَ غادَروا عَلى صهوات الألمِ
كَيْفَ زُيِّنَتِ الْـمَدائِنُ؟
وَجُعِلَتِ الشَّوارِعُ الْـمُقْفِرَةُ مَـمْلَكَةً؟
سَتَطيرُ إِلَيْكِ الْقَصائِدُ
و تشيعك الكمنجات …..
يا امْرَأَةً مَليئَةً بِالبياض
ارْتَفِعي فـي كِتابٍ بِلا فَواصِلَ
لَكِ ما تَشائينَ
مِنْ قُبُلاتِ اللَّيْلِ
وَمِنْ دَهْشَةِ الصُّبْحِ
لَكِ نَجْمَةٌ فـي جَنوبِ الْبِلادِ
وَرَعْشَةُ سَيْلٍ فـي أَصابِعِ الْـحَبيبِ.
هَيَّا يا امْرَأَةً لا تَقِفُ عِنْدَ نُقْطَةِ الْوَجَعِ
عَلِّمي الرِّيحَ حِكْمَةَ القلق.