حصل موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي على نص القصيدة التي فازت بالمرتبة الأولى في الاحتفال الذي نظمته جمعية أسفار للثقافة والفنون والاعلام الاربعاء الماضي في قاعة ” رسالات ” التابعة لبلدية الغبيري في بيروت .
وكانت الجمعية قد وزعت ثلاث جوائز على فئات الشعر والقصة والقصة القصيرة جدا , خلال الاحتفال الذي قدمه النجم السوري الفنان أيمن زيدان والقى خلاله النائب اللبناني إيهاب حمادة كلمة باسم هيئة التحكيم للجائزة التي علمنا انها ستكون سبيكة من الذهب .
لم نعلم تفاصيل كثيرة عن الاحتفال , ولكن وردنا نص القصيدة الفائزة بالمرتبة الأولى وهي لصديق موقعنا الشاعر الكبير فاروق شويخ ابن مدينة صور الجنوبية .
القصيدة حملت عنوان ” يمشي على الموت ” وتقول :
يمشي على الموت
( في ذكرى الشهيد قاسم سليماني )
وبعدُ! يا دمُ… يا قِدّيسُ… يا أَبَدُ
قُلْ للخلود لماذا ينحني الجسدُ
وإن تساءَلتَ مَن يُغري الترابَ! أتى
رَدُّ الترابِ: سوى الأحرار… لا أحدُ
ذوو الشّهادة إنْ إخفاهمُ شجرٌ
تَوسّلوا آلهاتِ الزّهر واعتقدوا
للأرض أنغامُها الحسنى، وهم فمُها
في لحنِهم يولدُ المعنى وينعقدُ
تَقمّصوا من ثياب الأرض فتنتَها
وأَزهَروا، فزَهتْ قمصانُها الجُدُدُ
تُضيءُ أجراسُهم في الليل خافتةً
في صوتِها مَددٌ، في صمتها مددُ
يُخفون أعمارَهم خلف الزّناد، فإنْ
عُمرٌ تَولّى…، وإلّا فالحياةُ غدُ
شادوا لمَن فَقدوا أوطانَهم وطنًا
وأَوجَدوا لشعوبِ الشرقِ ما فقدوا
كالسّنديانِ؛ وإنْ سرٌّ أحاط بهمْ
تظنُّه الجذرَ إلا أنَه وَتــدُ
تَسرّبوا في عُروق الأرضِ مائجةً
وأَوغَلوا في شُقوقِ الموت واطّردوا…
سرَوا، وإنْ عصَفتْ ريحُ الأذانِ بهم
لِغير لازمةِ التكبير ما سجدوا
سِرُّ العبادة: إقدامٌ وتضحيةٌ
والأسر والدّمُ مِحرابٌ لمَنْ عَبَدوا
ويا شهيدًا يَصونُ العُرْبَ، ها أنذا
طفِقتُ أسألُ عن عُرْبٍ ولا أجدُ
فمَن يسمّيكَ؟ مَن يُحصيك؟ أنتَ مدًى
من عنفوانٍ، زنودٌ ما لها عددُ
وعدُ الأكارمِ دَينٌ، وهْو حسبُكَ أنْ
قد كنتَ من معشرٍ أوفَوا بما وعدوا
عَبرتَ كالكوكبِ الدّريّ، دون مدًى
تهمي نثارَ نُجومٍ حيثما تَقِدُ
وأنت قربانُنا الأسنى، تتيهُ به
كفُّ السماء، تناغيه وتَتّئدُ
حين ابتدعتَ قياماتِ التّرابِ صحا
في قبضتَيكَ العراقُ الغابرُ التّلدُ
ورحتَ تَحشدُ أبطالاً، وسرتَ بهم
نحو الخلود، فسارت خلفَكَ “الحُشُدُ”
وكلما أَسرجَتْ بغدادُ جذوتَها
فجمرُها بشَرار القدس يَتّقدُ
فالقدسُ بئرُ بقاءٍ، ليس يَرجعُ منها –
الأنبياءُ ظِماءً إنْ همُ وَردوا
إذا الشهيدُ هوى، فَلتَعلُ قامته
كيما يرى ما الصّعودُ الحقُّ مَن صعدوا
“يمشي على الموت تيّاهًا”*، تُضيءُ له
الجراحُ أسرارَ جدواهُ… فيَنوجِدُ
إنّا ورِثْنا فتوحاتٍ مضلِّلةً
فالأمّةُ البدَدُ استقلالُها بدَدُ
اليومَ نَصنعُ مجدًا للتــُّراثِ، وما
من أُمّةٍ وَلَدَتْ إرثًا كما نَلِدُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*- الجملة الشعرية للشاعر د. محمد علي شمس الدين.
فاروق شويخ