” زمن الميلاد “
للشاعرة لورا مقدسي
-×-×-×-×-×-
بحرٌ… لبيروت
وسماءٌ من حجرْ…
للزمنِ الهشّ في القصور
يخرمش جراحنا بمكنسة،
يثقب ظلّنا…
كي يعبر من حضيض إلى حضيض.
بحرٌ… للهاربين
يبحثون عن خبزٍ وحليبْ…
لسلاحٍ يعوي
ويعدُ بانتصارٍ الحديدِ
على الحديد.
لهديل الحمام الحزينْ
للأيدي الطويلة
التي تسرق الموجَ
والأمامَ الذي لا أمام له…
تسرق دون خجلْ
دمعًا وقمحًا وبراءة.
يبسَ البحرُ في بيروت
والسماءُ حجر
وأجسادُنا العارية تصفّق للعيد
لمولودٍ يهجر المزود
كي يفترشَ المرفأ.
ذبَحَنا اللصوص
ورموا بالمفتاح
في حضن الحصار،
والحصارُ ذئبٌ… لا قلب له
والقلبُ لا قلب له.
وبيروتُ تختنق…
ونحن عظامْ
فلا تنتظرْ منّا شيئًا…
لا مسكًا…ولا بخورْ
ولا نجمةً تنير دربَ المغارة.
لملمْ بقاياك في العتمة…
وحبقَ دمعنا الذي جفّ،
والدخانَ المنثور
واعبرِ السور… إلى الأزرق
وانتصرْ لنا
قبل أن تمطرَ السماءُ حجارة
على بقايانا…
انكسرتِ المدينة…
قطّعوا أوصالها
ومن عظامها صنعوا
عروشًا من سراب.
فاحملْها، يا ابن مريم
إلى المعمورة
صليبًا…
قوسَ نصرٍ…
أو قيامة.
فدربُ الجلجلة تعرفها …
لا دربَ غيرها بين حصارٍ وحصارْ
بين انفجارٍ وانفجارْ…
عرفناك
عرفناك
في القرآن والإنجيل،
انتصرْ لنا…
نحتاج إلى معجزة
كي ننهض…
دعْ أليعازر في قبره
وعرسَ قانا والجليل
بيروتُ…مزودُكَ
نجمتكَ…
امتحانُ الابن أمام أبيه.
-×-×-×-×-×-
لورا مقدسي
كانون الأوّل ٢٠٢١