الجزء 3 / من ملحمة ” جفرا “
للشاعرة دوريس علَم خوري
-×-×-×-×-×-
جفرا يا بؤبؤَ العينِ … لكِ حباتُ فيروزي
.لكِ .. قِرْمِزُ الشفتينِ …
سأجْتَاحُكِ قُبْلةً واحِدةً مثلَ سَندِبَادٍ بحريٍّ
حَطَّ شِراعَهُ فوق كرْمِلِكِ ومَطّلّكِ العالي
كَرْمِلُكِ هناكَ … حيثُ الهةَ البعْلِ
تنْتَظِرُني … تَخْتَطِفُني مركبتُهم الناريةُ
هيَّا … شُدِّي وِثَاقي وامْسِكي طرفَ ثوْبي
واعتصِمي بِحبْلِ اللهِ وارفَعيني فوق سقفِ غيمِكِ
لِسُلَّمِكِ حيثُ هناكَ لا الهة غيرُكِ أعبُدُها
أنتِ أرضي وسَمائي
أنتِ الَهَتي أنتِ طُقوسي وعِبَادا تي
ومَنْ يقترِبْ مِنْ معْبدِكِ المُقدَسِ
أدكُّ قلعتَهُ بِمَنْجَنيقِ مَواويلي
هم يَعْلمونَ أنَّ قلْعَتَكِ الصامِدَةَ دُكَّتْ حِجَارَتُها
مِنْ سُورِ عكَّا مِنْ صُخورِ المدينةِ الورْدِيَّةِ
أعْمِدتُكِ المَصْبوبةُ مِنْ رُخَامِ الخليلِ
شُموخُها مِنْ شُموخِ هياكلِ بَعْلَبَكْ
قَناطِرُكِ من قنْطَرةِ سَمْعانَ العامُودِيّْ
المُطِّلِّ مِنَ الشَّامِ لِيُرْسِلَ برْقَهُ فوقَ جبلِ حَرْمُونَ
جَفْرا: يا وحيدَةَ أمِكِ… بينَ العذارى
عِندَما تَغْفِينَ تُظْلِمُ الارضَ
وعِنْدما تَصْحِين تَنهُضُ الأرضُ فَتِشْرِقُ شَمْسُها !
هيا أصْعِديني … إلى نَخْلَتِكِ كيْ اُسْنِدَ
ظَهْريَ المُتْعَبَ مِنِ سفرِ السنينِ !
أسْنِديني … بِشُلوح أرْزِكِ… وعانِقيني
كعِنَاقِ الشمسِ لِلَّيْلِ ساعةَ المغيبِ
ما جمالُ بَنَاتِ صُهيونَ مِنْ جمالِكِ ؟
ما شَذا نَرْجِسَ الجليلِ مِنْ شذاكِ ؟
ما عِطْرُ ياسَمينِ الشَّامِ مِنْ عِطْرِكِ ؟
ما جمَالُ عشتارَ مِنْ جَمَالِكِ ؟
ما جمَالُ بَنَاتِ الأرْزِ مِنْ جَمَالِكِ ؟
ما جَمَالُ بَلْقيسَ مِنْ جَمَالِكِ
أجْمَعُهُنَّ قلائِدَ وأُعَلِّقُهُنَّ في عُنُقِكِ !
أصوغُها أُعَلّقُها تمائِمَ لِلْعَاشِقينَ
فأعيدُ مسْحَ جُغْرافِيةِ جَسَدِكِ مِنْ جَديدٍ
فأتغَذَّى مِنْ جِذْعِ نخْلَتِكِ مِنْ خلاياك الجِذْعِيَّةِ
أُقَبِّلُ شَهْدَ عيْنَيْكِ قُبْلةً تَلِيها ألفُ قُبْلةٍ
أرْتَشِفُها حتى أخِرَ رشْفَةٍ ثمَ أعودُ
أغمُرُكِ في عِطْري في مُرِّي ولُباَني .