| الإنسان عدو نفسه |
(قصة قصيرة للكاتبة سلمى وديع اسمندر / اللاذقية )
-×-×-×-×-×-
-ماذا يحدث لماذا انا امشي مسرعاً في المشفى؟ ..لست قادراً على التحكم بسرعة اندفاع قدمييّ على الأرض..
لا أحد يراني ..أنا خفيّ! بأمكاني أن اخترق أجسادهم جميعاً كطائرةٍ محلّقة تشنّ حرباً على الغيوم.. إلى أن أجبرتني قدماي أن أتوقف عند بابٍ في آخر الزّقاق..اخترقت الباب كنسمةٍ تداعب أوراقاً منسية..وهنا كانت المفاجأة..
إنه أنا! في براد الموتى ! كيف يمكن أن يحدث ذلك، أو على الأقل من قتلني بتلك الرّصاصة التي اخترقت قلبي؟ من يملك الجرأة على فعلها ؟ ..اصرخ بأمل الاجابة على تلك الأسئلة لكنّي لم أعد مرئياً أو مسموعاً بعد الآن..وحتى عندما كانت لدي القدرة على الصّراخ لم يكن لدّي الصلاحية بأن اصرخ!.. لأكون صريحاً كنت سعيداً وانا اصرخ..وكأنها أول صرخةٍ لمولودٍ جديد ..أول صرخة ألم لجندي مصاب..خرجت مسرعاً من المشفى .. تجولت في شوارع المدينة وانا اصرخ واصرخ ..ثم أضحك على بلاهة وجوه عابرين الطريق.
ذهبت إلى الفتاة التي لطالما أحببتها ولم أخبرها..واخبرتها بحبّي! .. اخيرا لدي الجرأة على البوح بمشاعري فأنا لست موجوداً بعد الآن..دخلت كل المطاعم والمقابر والمنازل ومن ثم توجهت لاختراق جدران المحكمة..وهنا كانت الصدمة:
-ماذا حصل؟
-لقد رأيت نفسي مذعوراً وقد حُكم عليّ بالإعدام بتهمةِ قتل نفسي!
-أمهلني لحظة وأعود إليك
-خذ وقتك حضرة الطبيب اشكرك لانك تسمعني ..
لماذا توجّه فوهة ذلك المسدّس اللعين على رأسي الآن!..ستؤذي نفسك حضرة الطبيب انا هنا لأطلب المساعدة وسلاحك اللّعين لن يؤثّر على وجودي..فقط أخبرني لماذا قد أكون قتلت نفسي!
ها هو الطبيب يحتضن سلاحه.. ثم يسقط أرضاً والدماء تحيط به..لربّما هو أيضاً ليس بإمكانه أن يبوح بمشاعره ولا يملك صلاحيّة الصراخ !!
نبذة عن الكاتبة بقلمها :
نبذة عن سيرتي الذاتية : الكاتبة سلمى اسمندر ابنة الكاتب الرّاحل وديع اسمندر الذي هو مصدر إلهامي الأول والأخير ، أراه في كل شيء، ومع كل وجهٍ ضاحك، وأشعر بوجوده مع المطر والقلم .
بدأت دراستي الجامعية بفرع الحقوق، وأمي هي التي جعلت مني إنساناً حياً .
كل الحب ..