فاح عطر لْ “ورد”*
قَبل لْ فَجرْ
و”ميزان”* حرف الشِعر
مَدّْ وجَزرْ
وضَووا “قناديل” الحَكي
لَيل السَهَرْ
بحضن السَّما
غافي لْ قَمَر
و”كلود” عَم بتسامِر
النِّجمات
تِجمَع شِعِر
تُقطُف دُرَرْ
والصَبيِّة* لْ غافيِة
خَلف السَّفَرْ
شايحَة عيونا
على مينا*:
تاكي على
حْفاف لْ خَطَرْ
عيون بتشتِّي دَمع
وقلب يندَه ..
يا بَشَرْ:
روحي اشتاقِت
لْ الوطَن
والدَمع عَم يهطل..
مَطَرْ
يا ريت إغفى
وبالحِلِم..
سَملِح على
جذوع الشَّجَرْ
ولِمْ إفتّح
عيون الأمَلْ
لاقي بلادي
ساحِة مراجيح
وفاقوا قلوب ..
ل مِن حَجَرْ
وصابيع إمِّي
تمسَح هموم
لْ عُمرْ
ولبنان يِفرِد
جانِح الفرحَة
وعَ طول:….
يتحدَّى لْ قَدَرْ
( الشاعرة رندة رفعت شرارة )
*ورد: “ورد الكلام” لقاءات أدبية على حلقات
*ميزان: موقع “ميزان الزمان” للإعلامي الصديق الأديب والكاتب المسرحي يوسف رقة
*قناديل: صفحِة قناديل سهرانة
*الصبيِّة: المقصود الشاعرة نفسها
*مينا: ميناء بيروت
-×-×-×-×-×-×-
كتبت كلود صوما :
تحّبه كما يحبّها ، تكتبه بشغفٍ ولهفةٍ ، هو الذي اختارها وليست هي ، هو الشعر عشقها الأبدي ووطنها الثالث بعد لبنان الحبيب وكندا . تشّربت روحها حبَّ الوطن المزروع في قلبها ، حتى جاء يومٌ هاجرته بحسرةٍ مؤكدةً أنه أجمل قصيدة شعرٍ في ديوان الكون !
ابنة البيت الجنوبي العريق ، ترعرعت في بنت جبيل تحت أجنحة الأدب والثقافة والفكر ، وجالت في ساحات العطاء ، ترفع راية الكلمة ، تنثر ورود عطورها نفحات ابداع وجمال وتزرع محبة اللغة العربية اينما وجدتْ .
ظل الحرف رفيقها الدائم في بلاد الصقيع والثلج وساعي بريدها ، تحّمله رسائل الحنين والشوق الى تراب الوطن والأهل والأحبة .
الشاعرة رندة رفعت شرارة ، مؤسسِة الحركة الابداعية _ كندا والعالم ، الناشطة الثقافية ، اهلاً بكِ و “بخربشاتك ع وراق العمر “..
رنده رفعت شرارة ، من أنتِ؟
شاعرة وأديبة لبنانية كُتبت عليها الهجرة … طفلة كانت تسرح في ربوع لبنان تستمع بما فيها من حب وجمال، نظرَت مليًا الى السماء وتساءلت اين ترحل الطيور بين الفصول؟؟! فجأة وجدت نفسها تحلق بعيدا مع سرب مهاجر نحو الغرب ليصبح لها هناك وطن ثانٍ شعرت بالغربة فيه خلال سنواتها الأولى، لكن جمال إحدى فراشات الربيع جذبها يومًا … تأملتها وهي تطير فوق حقل من الزهور … شعور عذب غريب اجتاحها فقررت منذ تلك اللحظة ان تكون كتلك الفراشة: رسولة فرح تنقش مشاعرها وخواطرها بشكل مختلف ملؤه الأمل. هكذا تبدل شعورها بالغربة وبات العالم مسرح إلهام لها، فكرّست حياتها لنقل الواقع وكتبت الحب والشوق والحنين، كما كتبت هموم الناس والأوطان والأرض…
يسكنها لبنان حيث تكون وتراه في كل مطرح جميل حولها.. تشتاق اهلها ورفاقها فتحاكيهم بدمع العين وأمل اللقاء الدائم … تشتاق بحر بيروت فتمضي الكثير من وقتها في مدينة مونتريال/ كندا على ضفة نهر السانت لوران العظيم المترامي إلى ما بعد الأفق، والذي رغم جماله ما استطاع يومًا أن يكون بديلا لشاطئ بحرها الأبيض المتوسط الحبيب، ولا استطاع ان يغنيها عن تلك اللذة العارمة التي يشعر به الإنسان حين يلامس رذاذ الموج وجهه او حين يشم عطر تراب أرضه بعد المطرة الأولى.
مسيرة طويلة زاخرة بالعطاء والمسؤولية ،كنتِ فيها نموذجاً للمرأة المثقفة الناشطة في لبنان والخارج ..كيف تلخصينها بسطورٍ ؟
يأتي الواحد منا الى هذه الحياة ولا يدري كيف تكون… بعضنا يعيشها دون أن يكلف نفسه عناء التعب فيتركها تأخذه حيث تريد، البعض الآخر يسير معها، يهادنها ويواجهها… ينظر حوله ويختار طريقه وهنا تبدأ مسؤوليته اتجاه خياراته وقدرته على تحقيق أحلامه … أهم الدروس التي علمتني اياها الحياة ان احب عملي مهما كان نوعه .. هكذا كانت مسيرتي العملية ناجحة في المجالات التي خضتها سواء الإدارية أو المصرفية او حتى في مجالات التعليم والتدريب .. الشعور بالنجاح يدفع الإنسان الى التطور الدائم سواء على الصعيد الشخصي والعائلي أو على الصعيد العملي أو حتى في مسيرته الأدبية والثقافية، ومن هنا جاء إصراري على المساهمة في نهضة أدبية مهجرية مع كل من يخوض هذا المجال حول العالم لنتكامل معا ونصل الى ما نرجوه..
المرأة المهاجرة تحمل مسؤولية اكبر من غيرها، خاصة ان عليها ان تربي ابناءها في مجتمع تختلف تقاليده وعاداته عن مجتمعها الأصلي، فتعمل جاهده لأن تتماشى مع واقعها وتغرس في نفوس ابنائها حب الوطن الذي ينتمون اليه بالدم والروح كما للوطن الذي ولدوا على أرضه، وتربيهم على يكونوا مواطنين من أصل لبناني او عربي لا يتخلون عنه ولا عن عاداته ولغته … يسعدني نجاحي في هذا التحدي الكبير وافتخر بأني استطعت ان أحمل أمانة اللغة العربية وأسلِّمها لأولادي وللكثير من ابناء المهاجرين حولي..
“الحركة الإبداعية – كندا والعالم ” التي أسستها في كندا ، ماذا أضافت لمسيرتك الثقافية؟
الحركة الإبداعية – كندا والعالم هي جزء من مسيرتي كما من مسيرة مجموعة من الزملاء الذين وقفوا معي منذ اللحظة الأولى لانطلاقتنا، معًا استطعنا أن نمارس نشاطنا الثقافي على الأرض في مونتريال او عبر المسافات، واستطاعت هذه الحركة الناشطة جمع عدد كبير من الأدباء والشعراء والكُتاب والفنانين من كل مكان، وساهمت بمد الجسور الأدبية بين بلاد الانتشار والأقطار المختلفة حول العالم، كما ساهمت بتعريف المشاركين على بعضهم وتواصلهم فيما بعد. أذكر بالمناسبة اننا كنا اول من بدأ لقاءاته منذ سنوات وعبر القارات بحيث كان يشاركنا فيها وبشكل مباشر اصدقاء من لبنان والعالم عبر الانترنت..
نحتفل ببدء العام الخامس من نشاطنا، ونحن سعداء جدا بالاستمرار والنجاح الذي حققناه حتى الآن..
ما دور المثقف المهاجر في انفتاحه على بقية الثقافات ، وبالأخص أنها فتحت له آفاقا شاسعة في المهجر؟ ِ
للمثقف دور كبير في التعريف بحضارته. انفتاحه على ما حوله ضروري وأساسي. نعيش في بلد يعتمد كثيرا على المهاجرين ولا يفرض عليهم الذوبان فيه. المجموعات الإثنية تتفاعل و تتمازج بشكل جميل لتكوِّن نسيجا اجتماعيا جميلا يحكمه القانون بعدل. هنا يأتي دور “المثقف” ليعرِّف من حوله على حضارته وليتعرف على الثقافات المتنوعة، محاولًا ان يؤدي دوره بالشكل الصحيح ويعرف المجتمع الجديد عن نفسه بالشكل المناسب وفي نفس الوقت يأخذ منه ما يتناسب مع عاداته ويمارسها دون ان يؤذي مشاعر من حوله او ان يتحول هو الى نسخة هجينة تضيع وتتلاشى في محيطه الجديد، كما على المثقف ان يساهم في توعية من حوله – وليس ابناء وطنه فقط- على بعض المشاكل الاجتماعية والمخاطر المتعددة خاصة في سن الشباب وفي ظل الحرية الممنوحة للفرد..
ما هي أهمية تعليم اللغة العريبة لأبناء المهاجرين في العالم؟وهل لديكم تجربة مماثلة في الحركة الإبداعية – كندا والعالم؟
اللغة العربية أمانة ننقلها من جيل إلى جيل، هي من اللغات الصعبة إذا لم يتعلمها الفرد منذ الطفولة لذا نحرص على ذلك من خلال التواصل بها داخل بيوتنا وبين الأصدقاء، أو بالتركيز على متابعة اولادنا للبرامج العربية على شاشات التلفزة، لأن التعليم وحده لا يكفي إذا لم يترافق مع السماع الدائم للغة والتخاطب بها.. تنتشر في بلاد المهجر “مدراس السبت” لتعليم اللغة العربية لأبناء المهاجرين وكان لي تجربة جميلة في هذا الإطار..
نحن في الحركة الإبداعية – كندا والعالم نحرص على متابعة نشاطاتنا باللغة العربية طبعا، سواء باللقاءات المباشرة او عبر الانترنت او النشاطات الشهرية المكتوبة عبر صفحتنا على الفايسبوك والتي تلاقي نجاحا باهرا وتجمع الأدباء والشعراء والكتاب حول العالم. …
بالمناسبة أوجه التحية الى لغتنا العربية في يومها العالمي والذي يوافق في الثامن عشر من هذا الشهر، وأدعو جميع الكُتَّاب الى مشاركتنا في النشاط المكتوب بهذه المناسبة عبر صفحتنا على الفايس بوك على هذا الرابط :
https://www.facebook.com/profile.php?id=100024936270438
والذي سينشر لاحقا على صفحتنا على اليوتيوب وهنا الرابط :
https://www.youtube.com/channel/UCCeoyxuhEXVMcaKDqy5C2wQ
“خربشِة عَ وراق العمر” هي البداية الجميلة بعد كل هذا العطاء والابداع ،
ماذا بعدها؟
“خربشِة عَ وراق العمر” ديوان بالمحكي ضمَّ بعض قصائدي وهو بداية لمجموعة منشورات ورقية تأخرت بسبب الظروف الشخصية وبعدنا عن الوطن… سيأتي بعدها الكثير كما اتمنى وحين تسمح الظروف، فالمهاجر ليس كما يعتقد الكثيرون يحمل عصا سحرية يجمع بها المال ويعيش حياته براحة مطلقة، بل هو مناضل يعمل ما لا يقل عن عشر ساعات يوميا ليؤمن لعائلته حياة كريمة لا تترك له الكثير من الوقت لنفسه واحلامه .. عالم الأدب والشعر هو واحة نرتاح اليها كلما اتيح لنا.
في الجعبة الكثير من الشِعر والنثر والقصص وحكايات الأيام والغربة والتي تنتظر الظرف الملائم لتكون على الورق وفي المكتبات..
_ هل من سؤال لم أطرحه وتحبّين التكّلم فيه؟
نعم، عن الأدب المهجري ومكانته، وكيف يمكن تصنيفه وتصنيف الكُتِّاب والشعراء تحت راية النهضة المهجرية؟
الأدب هو الأدب في كل زمان ومكان، من يكتب في بلاد الانتشار هو شخص أجبرته ظروف معينة على الهجرة، فمارس هوايته حيث هو. للغربة طبعا تأثير كبير على التوجه الأدبي اذ انها تحدث تغييرا كبيرا في شخصية الإنسان كما انها مصدر إلهام كبير بسبب الشوق والحنين للأهل والأوطان.
اما من حيث التصنيف فأنا أرفضه اذا لا رئيس في الشِعر والأدب ولا مرؤوس، كلُّ يكتب من واقعه وحسب امكاناته وظروفه سواء الشخصية او المادية او المعنوية، هناك الكثير من الكُتّاب المغمورين ولكل قارة او مدينة عبر العالم مبدعيها الذين لا يعرفون بعضهم البعض ولا فكرة لديهم عن زملائهم حول العالم .. لذا لا يمكن طرح تسميات ما ولا تنصيب احد ما في موقع السيادة الأدبية … الأدب المهجري في نهضة دائمة ويتكامل مع بعضه البعض حول العالم..
رسالة خاصة :
عندي في الختام رسالة خاصة: أتمنى لو اننا نشعر برعاية وزارة الثقافة والمغتربين لنا ولجهودنا، نحن نبحث عن وسيلة للتواصل مع القيمين عليها .. اثبت المهاجر وفي كل الظروف انه عماد وسند للوطن، فلماذا لا يأخذ الأدب المهجري حقه في الرعاية ولماذا يتجاهل الوسط الثقافي دورنا واهميته؟.
هذا الكلام ينسحب على اغلب المجلات الأدبية والمواقع الإلكترونية المتابعة للنشاطات الثقافية. وبهذه المناسبة اشكر الصحف والمجلات والمواقع التي تتابع نشاطنا بشكل متواصل..
كما اشكر منبركم الكريم على اتاحة الفرصة لهذا الحديث المختلف عن روتين المقابلات العادية. واوجه تحية محبة وامتنان للصديقة الشاعرة المثقفة جدا كلود صوما على طروحاتها واسئلتها المميزة
تشبه كلود فراشة الربيع التي تحدثت عنها سابقا وهي تنشر الثقافة والأدب كما الفرح والأمل حول العالم
تحية لها ولفريق عملكم فردا فردا..
قصيدة للشاعرة رندا رفعت شرارة :
” يا هالوطن… إنتَ الحلم”
غطّا العَتم
وجهِ السَّما
ضاج الشَجَرْ
ضيَّع طريقوا
الضّو
ما عاد عِرِف
من كمّ سنِة
ناموا البَشَرْ
بكرا بيجي
مارد بَطَل
بيمحي السواد
بيفتَح بوابك
يا سَّهَرْ
بيصرَخ
بِ أعلى الصوتْ
يا هالوطَن
أنتَ الحلم
يلّلي على
بالي خطَرْ
إنتَ الندي
قبل الفَجرْ
إنتَ الشّمس
إنتَ القَمَرْ
إنتَ مبارِح
لِ صَبَرْ
إنتَ لْ بكرا
اللي نَطَرْ
يغفا الحزنْ
يوعى البشَرْ
يشرق ربيعِك
يا أرض
يملا الدِّني
فرَح الزّهِرْ
وإرجع أنا طفلة
إنطر مع سنين العمرْ
نسمِة عطر
. .
. .
وتوصل إنِتْ
تمرق عَ مفرَق بيتنا
وقت السَّحَرْ
ويصير حبَك فرحتي…
وأحلى قَدَرْ !!!
** ( الشاعرة رندة رفعت شرارة) **