كيف صرتُ مجنونة !!
( للشاعرة د. ساندي عبد النور )
-×-×-×-×-×-
كنتُ عند قارئة الفنجان…
كنتُ هناك أحتسي قهوتي
في رهبة الزوايا، حيث استقبلتني!
كانت تجاعيدها تغصّ بفورة
من الحكمة و رجاحة العقل
تتكلم بوقار و إدراك
و عندما انتهيتُ من قهوتي
راحت تحدق في قعر فنجاني القاتم
لتنتشل منه بصوابيتها المجهول الذي
ينتظر طفلة مغرمة، تسأل عن المستقبل
العاطفي بفضولية آسرة!
كنت سعيدة،
فقد وعدتُ نفسي بسماع
أشياء جميلة منها،
و أنا غارقة في صمتٍ
يضجّ بخمرة من المعاني المورّدة،
بسكرة حلم مجنون دافىء!!
و إذ بها ترفع رأسها من صمت
ذلك الفنجان الغامض …
تنظر إليّ بتجاعيدها العابسة المخيفة!
تحاول عبثاً أن تخفف وطأة الفاجعة،
التي عصفتني في حلقة مفرغة و مرّة،
عصرتْ فؤادي وعبثتْ بعواطفي
حتى المجون و من ثم داستْ عليها
بعنف و لامبالاة!
و اذ بقارئة الفنجان بعد جهد جهيد
تنطق فتسقط أوراق شجرة الحب،
في منحدر الزوال!
أما أنا فتسمّرتُ في مكاني،
و كأن شيئا لم يكن!
تابعتُ حديثي بابتسامة مشرقة،
و عندما انتهى الحديث،
تركتها بلباقة و انصرفت…
وعلى طرقات المرارة سقطتْ
دمعتي في قلبي، و صرتُ مجنونة!
( د. ساندي عبد النور لبنانية من مدينة طرابلس و حائزة على شهادة الدكتوراه في اللغة الفرنسية و آدابها من المعهد العالي للدكتوراه الجامعة اللبنانية) ..