” شكراً لله على وطني”
( للشاعرة سهاد شمس الدين )
-×-×-×-×-
شكراً لله….
كلّ شيءٍ في مكانه
أوراقي…كتبي…أقلامي..
وجه حبيبي…وطني
سجائري غير الوطنية
طاولتي المستديرة…أقلامي…
فمازال الوقت مُبكِراً لأطارد أحلامي
لعلّي أحتسي على مهلٍ كوب قهوةٍ ساخنة
وبعدها أرتدي أجمل ماعندي
فالغدُ… يوم وطنيٌ بامتياز
لقد بلغ وطني سن الرشد منذ زمن
لكنّه إلى الآن…
لا يُجيد إنجاب الأطفال من حسناءٍ يُحبّها
ولا يُجيد عزف الموشّحات الأندلسية
كما يفعل سائر العرب
ولا يُجيد التجوال دون هُويّه
لقد كذبوا عليه حين أخبروه بأنّه يستطيع العيش حرّاً كمسافر
وكذبوا عليه حين قالوا له،
في الغدّ سنقطع شجرة
ونصنع لك سريراً مزيّناً بشراشف من حرير
وستتزوّج من جميلة أحبّتك …
وتنجب اطفالاً من صنع الآلهة
وستذهب معهم إلى أعالي الأرز ….
لتمارسوا هواية الرقص على الثلج…
وبعدها…ستستحم بماء زُلالٍ
وتسرّح شعرك المنكوش مثل شاعر الفينيقيين
وستلقى عروسكَ الجميلة بيروت
ففي الأمس…
أعدّت لك طبقاً من الحليب مع السكر
وطبَقاً من الأرُزّ…
تماماً كما يأكل الفقراء
وجمعت لك الكثير من عيدان البخّور
وأضاءت لكَ الكثير من الشموع
تماماً كالكثير من المؤمنين بالعجائب
فهي تنتظر أن تعود مع الشتاء
وأن تغنّي لها حتى الصباح
وتضع على جسدها البارد
ذاك الوشاح…
ففي ساحة الشهداء البرد قارص
والمطر زاجل
والليل يخلو من المارة …
ومن صائدي الجوائز
وصائدي الأحلام السرمدية
نعم…
الغدُ يومٌ وطنيٌ بإمتياز
الصقيع قارص
والليل حالك
لا نارَ في المواقد
لا نُزلاءَ في السجون
لا فقراءَ تحت الجسور
لا عشّاقَ يتسامرون
وأنا سأكتفي بوشاحك
فشكراً لله…
كلّ شيءٍ في مكانه…
وجه حبيبي…كتبي…دفاتري …أقلامي….
وفنجان قهوتي البارد الذي يسخر من أحلامي ….
(س.ش / 22 تشرين ثاني 2021)