” إيزادورا “
( مقالة د. قاسم قاسم في مشوار اليوم )
-×-×-×-×-×-
يذكر السير فردريك اشتون الذي كان طالبا في معهد إيزادورا ، ليصبح فيما بعد مديرا لمعهد البالية الملكي في بكوفنت جاردن:
” مرت ايزادورا بتجارب قاسية منذ بداية حياتها، واول تجربة هي عدم قدرة والدتها على سداد الايجار، مما كان يضطرهم الى الهرب ليلا ” .
وتطرح ايزادورا السؤال على والدتها:
الى اين ذاهبون يا اماه؟
ويأتي الجواب: الى بيت لا يعرف احد عنه شيئا..!
والسؤال الاهم الذي كان يحيرها، ولم تجد له جوابا هو:
اين ابي؟
ولان طفولتها عذاب، راحت تجمع اطفال الحي وتعلمهم كيف يعزفون نغم الحياة.
اضطرت والدتها الى حياكة الملابس للاطفال عندما وجدت في ابنتها عشقا للموسيقى.
كانت دوريتا تحب الرقص وحدها، وتلقي التحية للجماهير، مما دفع والداتها لسؤالها:
اين هم؟ انني لا ارى احدا غيرك..
وترد: انهم في كل مكان يا امي..
عندما شاهدها احد المنتجين وهي ترقص، عرض عليها العمل معه، وبعد فشلها في السينما كتب رودان عندما شاهدها ترقص:
” لقد اخذت ايزادورا عن الطبيعة قوة ، انهاالعبقرية التي تتمتع بها ، والتي انطلقت من داخلها فجعلت منها اجمل واعظم راقصة بالية “.
في بودابست عام 1902 خفق قلبها لممثل مجري، لكن ما لبث ان حطمها ، وفي بلغاريا تعرفت على الامير فرديناد، وبعد فترة شعرت بالملل فرحلت الى المانيا وانجبت طفلا من الشاب المخرج جوردن كريج.
وكان همها من وراء بناء مدرسة للاطفال الفقراء ان يدركوا معنى الحياة.
في المانيا تزوجت من باريس سنجر وارث مصانع ماكينات الحياكة.
عاشت ثلاث سنوات من السعادة، الى ان انقلبت حياتها الى سواد قاتم اذا سقطت السياره في مياه نهر وبداخلهاالمربية وطفلاها الصغيران.
وفي اليوم الحزين قالت:
اريد ان ابدو اكثر شجاعة، لا بأس من الحزن داخلي، فلن يراه احد ما دمتُ قادرة على ان احبس دموعي، انني احاول ان اجعل من الموت شيئا جميلا، اريد ان اساعد كل ام فقدت طفلها..
قالت عنها انا بافوفا وهي من اشهر راقصات روسيا حين شاهدت دوريتا ترقص:
انها اول راقصة بالية ترقص الموسيقى، ولا ترقص على انغام الموسيقى.
انه فن الموهبة التى تولد مع الانسان والتي لا تحتاج إلى التعلم. ومن الأحزان الدفينة يخلق إبداع ما بعده إبداع ليكتب عنه التاريخ. إضائة جميلة دكتور قاسم قاسم