” خيط لتيجان الرّحيل”
للشاعر د. لؤي زيتوني
-×-×-×-×-
الصوت تحاصره التّيجان،
تقتات على ثُقُبِ الآجورِ
وخيطان الذّاكرةْ..
لم يركن للزمن المرسوم
على آلام الصّدر
وأنقاض الخاصرةْ،
كان نولاً يزرع في منديل الضوءْ
حبّاً وأمانْ..
وأغانٍ لأزمنةٍ حبلى بالنقاءِ..
على الرغم من ظلمات النّوءْ
والأنياب الدّائرةْ…
الصمت تغازله التيجانْ،
تخنق الحلم المستعادَ
على عتبة الرّمق المحتضرْ،
لملامح وجهكِ والياسمين
بقلبكِ،
حيث خطى العابرينَ
مغلّفة بانشغال البالْ،
وبخوفكِ من ساعدٍ للقدرْ…
القلب تغالبه التّيجانْ،
لا نبض يعيد إلى الذّكرياتْ
وقع الصوف فوق
سنانير الأمنياتْ…
لا نور يمرّ
خلال مسامات القُطْبةْ
كي تمنح للنّاظرَين الحياةْ…
أمّاه،
لماذا نسيتِ الزمانْ…؟
كيف دون يديكِ، تركتِ
التماع الإبرْ..؟
كيف خلّفتِها موئلاً
للحزن وللشجن المختمرْ
في ما كوّرتْه الطارةُ
من لهفةٍ واستداراتْ…؟
وتركتِ الصّدر تقاتله التيجانْ،
أغفلْتِ الحبّ الذي قد طرّزتهِ
بدموع الآمال والأغنياتْ…
الصّوت تحاصره التّيجان،
يلقي وجهي فرحاً منسيّاً
على صفحات السّما
والزمانْ…
وعلى ألوان الشّراشفِ
تبقين -وا أمّاهْ-
فوق شوك العمرْ..
تعجنين نسيج الضوء
تقهرين الآلامَ
والنّسيان…
قصيدة ولا أرقى
محبوكة ومغزولة بماء القلب.
دام إبداعك د.لؤي