ميزان الزمان
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
ميزان الزمان
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
 
د. قصيّ الحسين في مونتريال : فضاء المقهى 2025/06/10
الكاتبة سمية تكجي تقرأ ” حكم وديم ” للأديبة إقبال الشايب غانم : صوت أدبي يانع كالحياة 2025/06/10
نظام مارديني يقرأ مردوك الشامي : شاعر يلحن قصائده بموسيقى الوجع والحب والأمل 2025/06/07
التالى
سابق

” خربة الشعر ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين

” خربة الشعر ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين
منصة: كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )
13/11/2021

    خربة الشعر

    الشعر ميزان الحرارة، في أية بلاد من بلدان العالم. بل في أي وطن الأوطان. نتحسس من الشعراء في البلاد، المزاج الذي يسود، بين الناس، وبين أهل السلطة والسلطان. نتحسس منهم، ومن خلال قصائدهم ودواوينهم، وكتاباتهم ومواقفهم، جميع القضايا والمسائل التي تشغل الناس. نستطيع من خلال الشعر، أن نستطلع طالع البلاد. نستطيع من خلال الشعراء، أن نرصد في الجملة الشاردة، وفي القصيدة الشاردة، وفي الديوان الشارد، جميع الغيوم، جميع النسائم. وأن نحصي، جميع الأنفاس.

    الشعر قطار يومي، يقوده الشاعر بالناس، إلى المحطات الأساس. فلا يتخلف، ولا يتأفف، ولا يتردد، ولا يستعجل، ولا يؤجل. كل صباح يخرج بالناس، إلى آمالهم. إلى طموحاتهم، إلى حاجاتهم، إلى مشاغلهم وإهتماماتهم. يقف مع الصغير. يقف على الكبير، يتفحص البلاد، بعين الشعر. بعدسة الشعر. بأنفاس الشعر. يتحسس ويتلمس الأوجاع، كما الطبيب. ولا يتأخر عن الكشف والوصف والمعالجة. لأن ذلك من صلب الشعر. لأن ذلك، هو أصل الشعر. ينقل بعناية فائقة، مسؤولة ومدروسة، جميع حمولاته من الأوجاع، على أنواعها، إلى قطار الشعر، ويسير به إلى البوابات التي حددها، وفي الأوقات التي حددها، في مهمةإستباقية. في مهمة إستشرافية.

    حين نقف على بلد من البلدان، إنما نسأل عن عدد الشعراء فيها، من الناجين، ومن الذين ذهبوا، ونجت قصائدهم. شغلت الناس. نسأل عن هذة الكوكبة من الشعراء، الذين وقفوا حياتهم، حراسا على أبواب الحياة. تمر بهم الأجيال، جيلا بعد جيل. وتمر بهم الدهور، دهرا بعد دهر. وتمر بهم الأزمات والنكبات والرياح والعواصف، والحرائق. يضربهم الطوفان. وتحل بينهم المجاعات، والحروب، وجميع أنواع هذة السلالات. فترى الشعراء، يهبون إليها، ولا يتخلفون، لا في رصدها، ولا في مواجهتها. فهؤلاء هم إذن الشعراء. هؤلاء إذن عواميد البلاد.

    في لبنان، كان للشعراء قطار من الشعر عظيم، يجوب البلاد. يجوب الإقليم. يجوب الأرض. ويستطلع يوميا براداراته، خلف البحار. كان يغوص في أعماق المحيطات. كان الشعراء يقومون برحلات دائمة، بين الأمصار. وأينما حطوا، كانوا ينزلون حمولتهم من الشعر في الأسواق. كان شعراء المهاجر، هم من أوائل الشعراء، الذين حملوا قضاياهم في قطار الشعر، وذهبوا بها إلى أقصى الأرض، يبسطون قضاياهم للناس، للحكام، للمحكمين، حتى صاروا أعظم كوكبة من الشعر، أين منها كوكب الشمس.

    منذ نصف قرن، توقف قطار الشعر في لبنان. تعطلت عرباته. تعطلت خطوطه. تلفت سككه. إهترأت. أكلها الصدأ. سطا عليها الجلاوزة واللصوص. أصيبت بأضرار جسيمة جراء حروب، تجر الحروب. جراء نكبات تجر النكبات. وكانت الرياح والعواصف تشتد. فإنزاح الشعر عن سكته. وتخلف الشعراء، عن الوصول إلى المحطات، لقيادة القطار. وصارت حملة الشعر تهترئ يوما بعد يوم. تبع الشعر البلاد في الخراب. صار العالم كله، في سينما الشعر. وفي مهرجاناته، وفي أسواقه. وفي مواسمه. وإنزوى الشعر في لبنان، في خرائبه. صار قطاره، خربة الشعر.

    والسؤال اليوم، من أزاح الشعر عن سكته. من أسكت صوت الشعراء. من أفسد حمولة القطار. بل كيف فسدت حمولته، بعد إزدهارها، لأزمان وأزمان.

    شعراء لبنان، يعيشون في خرائب الشعر القديمة. أصابت قطارهم الأضرار والأعطال، جراء الزلازل التي أصابت سككه ومحطاته، فخربتها، وأخرجت القطارات عن سككها، وحطمتها ، وهي في مكانها.

    صار الشاعر في لبنان، يخرج بأثوابه القديمة من محطات الشعر المخربة. لم يعد رائدا. لم يعد قائدا. لم يعد ملكا. ضربت الزلازل عربته وأخرجتها عن سكتها. فتراه يخرج منها بعريه. وبأمتعة من الشعر مهللة. بأثوابه البالية. فلم تعد له قيافته. ولم يعد له بعد نصيب، ولو زهيد من القيافة.

    شعراء لبنان، لم تعد لهم صروحهم من الشعر. صاروا يخرجون إلى العالم، من خرائب الشعر، من دكاكينه، من زوايا التقارير. من زوايا الصحافة.

    ضربت لبنان العاصفة فأضرت به. وأضرت معه قطار الشعر. أزاحته عن سكته. فاستقل الشاعر عربة من عرباته المهجورة، وصار يخرج على الناس، بأمتعة قديمة. بأشعار عتيقة. بحمولة فاسدة مهجورة.

    الشعراء في لبنان اليوم، صورة عن وطن خرب، من جميع نواحيه. صورة عن قطار مهجور منذ سنين. الشعراء اليوم في لبنان، إنزاحوا عن سكة الشعر، فنزلوا منه، إلى خرائبه، يختبئون في عرباته الخربة المهجورة. ولا يجرؤون على تصدر المجتمعات. ولا على الجلوس، كملوك الشمس.

    د. قصي الحسين
    أستاذ في الجامعة اللبنانية.

    الكاتب د. قصيّ الحسين
    المقال السابق

    ومضات ” امرأة من حرير ” للشاعرة كلوديت عقيقي

    المقالة القادمة

    ( المجالس بالأمانات- الحلقة 1 ) مقالة اليوم بقلم : يوسف رِقّة

    اترك تعليقاً إلغاء الرد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    انضموا إلى أصدقاء الموقع على فيسبوك :

    ميزان الزمان

    محتوى إعلاني:

    ADVERTISEMENT

    ذات صلةمقالات

    ” بيروت ميدان السبق” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    ” بيروت ميدان السبق” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين

    17/03/2023
    ” دارة الشمس ” مقالة للكاتب د. قصيّ الحسين
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    ” دارة الشمس ” مقالة للكاتب د. قصيّ الحسين

    24/02/2023
    ” صديق مونبلييه ” سردية الكاتب د. قصيّ الحسين في زيارته الفرنسية
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    ” صديق مونبلييه ” سردية الكاتب د. قصيّ الحسين في زيارته الفرنسية

    14/11/2022
    ” الترويج المخادع ” مقالة الكاتب د. قصيّ الحسين
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    ” الترويج المخادع ” مقالة الكاتب د. قصيّ الحسين

    24/09/2022
    د. قصيّ الحسين يكتب : ” طرابلس مجددا . . !! “
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    د. قصيّ الحسين يكتب : ” طرابلس مجددا . . !! “

    17/09/2022
    د. قصيّ الحسين يقرإ شوقي أبي شقرا في ديوانه ” أنت والأنملة تداعبان خصورهنّ “
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    د. قصيّ الحسين يقرإ شوقي أبي شقرا في ديوانه ” أنت والأنملة تداعبان خصورهنّ “

    30/08/2022
    المقالة القادمة
    ( المجالس بالأمانات- الحلقة 1 ) مقالة اليوم بقلم : يوسف رِقّة

    ( المجالس بالأمانات- الحلقة 1 ) مقالة اليوم بقلم : يوسف رِقّة

    لا نتيجة
    عرض جميع النتائج
    • الصفحة الرئيسية
    • امسيات
    • قصائد
    • شهرياد الكلام
    • ومضات وأدب وجيز
    • حكاية و قصة
    • مسرح
    • للمساهمة في النشر اتصل بنا