( ابو خليل يموت )
( في مشوار اليوم مع د. قاسم قاسم )
-×-×-×-×-×-×
يأتي من سوق الخضرة بعد الحادية عشرة ، وبعد ان يوضب مشترياته، يقف كالديك عند حافة دكانه مناديا، تعو تعو تعو.
ثم يقبع وراء طاولته ،وميزانه ، وامامه دفتر الحسابات الاسمر، يدون فيه راس ماله مع الجيران ، لطيف المعشر ، يرحب دون تذمر بالجميع، فاهل الحي اعتادوا عليه ،وكلمته لديهم احترام، يصمد حتى الثانية ، ثم يحمل عصاه لينام حتى الخامسة،
هو قارب على التسعين او اقل ، تحسبه تاريخا كاملا لمنطقة راس بيروت،
يستظرف حديث الاخر ، يستمع بلهفة ،وان شارك يعود الى الماضي ،ايام كان يزرع هو واخوته الخس ،والفجل، تواضعه انسحب على شكله ، دائما يسال عن اولاد الحي ،وعند سماعه عن نجاح احدهم يقدم له هدية حبة البوظة.
دكانه اتسعت ،بعدما اخرج البراد بينما الصناديق المتعبة من انتظار الجيران، تتحامل على حالها فتتسلى البطاطا بمجاورة البصل ، واذا جاء شهر رمضان اضحى المدخل بستانا من الخضار. .
والحي افواه وارانب ،يضج بالوافدين اليه من البلاد الفقيرة، والعجيب انه يناديهم بالاسم ، ذاكرة الحي ان ودعتنا ،لكن صورتك ستبقى في البال .