ينشر موقع ” ميزان الزمان” الأدبي في بيروت قصة ( على ثلاثة أجزاء ) من القصص التي وردت في كتاب ” رصاصة في الروح ” للكاتبة التونسية سلاف الفقراوي ..وذلك بعد أن فقدت اارواية من الاسواق والمكتبات التونسية , وعلى امل ان تصدرها الكاتبة في طبعة ثانية في وقت قريب .
هنا القسم الأول من احدى قصص رواية ” رصاصة في القلب للكاتبة سلاف الفقراوي :
-1-
الأخلاق هي الحساسية المرَضية
للمنحط مع النيّة الخفيّة في الانتقام من الحياة
(فريدريك نيتشه)
الحبّ نقع في شباكه مرة واحدة.. لذلك نتصرّف كمغفّلين لنعيش صخب المراهقة وإن كانت السن فيه متقدمة نتعامل كمهرجين مع الجميع لنضحكهم علينا ونضحك بعد ذلك على أنفسنا..
نستخف بكل آلام العشق وأوجاعه وننكر أسباب الردع بحدّة.. قليل منا من يتّعظ ويزن عقله في ما لا يمكن أن يكون له.. فيوصد قلبه على حب لم يكن مشرعا له أصلا..
وللحياة صنفان من البشر.. صنف يغني ليربح وصنف يستمع ليخسر..
الفوز هو اختصاص” ألفة” في الحياة.. و “مها ” إن كانت هذه رغبتها فهي تحققها بنجاح.. تجعل “ألفة” الجميع يرقص على أنغام عينيها التي تصنعها حسب مزاجها ومتطلبات الموقف، لتجعل من شخصها الصنف الرابح وهم الخاسرون..
أحسّت “ألفة” أنها كانت مسيّرة في تسطير قدرها، بقبولها أول حضن فُتح لها -حتى لا يشملها الضياع كأخواتها – راجية فيه الأمان والاستقرار والحب والاحتواء..
ولما انقلب عليها كفرت بالفضيلة والقدر لتنتقم من أنوثة لم يكن لها الحق في اختيار جنسها.. تجزم ” ألفة ” أنّها لو كانت ذكرا لما التحفها السراب، لذلك انتقمت لفجور الأنثى التي تمثلها ، العائلة شملها الضياع والتفكك وزوج أخذ بيدها إلى السقوط وفي كلا الحالتين لم تكن مخيرة فقد قبلت أن يسطّر غيرها قدرها.
أما اليوم فقد اختارت نبض الحب بعد الثلاثين، لتلفّ وراءها ماضيها.. تقول الشقية أنها قبرت بين شذوذ نزواتها ورغبتها الدائمة في الانتقام من أنوثة شارك الجميع في تدنيسها وكم جمعت على فراش الرذيلة رجلين وثلاث في الآن نفسه لتمتعهم وتسعدهم على قدر رغباتهم وعطائهم المادي لتعود منشرحة الصدر لا غمّ فيه ولا أسف لتنعم بصك متعتها وانتقامها من شرف لم تملكه قط…
أعلنت ألفة لفظ كل ماضيها.. هكذا ادّعت وأبقت على الهاتف والشريحة.. وهي تعلم أنَّ ثمنه من إحدى صفقاتها.. جعلت لها اسما جديدا يحذف ما قبله ليصبح (سنيا) تتباهى برسائله وتتبجح بغرامه.. سعيدة بوجوده كحبيب وكفحل وكأنها لم تذق طعم الرجولة إلا معه..
لم تنكر ألفة عشقها ولم يعب نضج ابنتها عليها التصابي بعد أن أقسمت ألاّ تهب جسدها لغير الحبيب، وأن تقطع شبكة التواصل مع الراغبين في الري، فهو الرجل الذي ناشدته والعطوف الذي أملته وخاصة المحب الذي ترجته..
اسمه (سفيان) شاب وسيم بجسد رياضي من عائلة كريمة الأصل يعمل بكد كعامل يومي في ورشة رب عمله , لا حديث لها سوى عشقها وسكينة قلبها.. هبة من الله لتشكر حمده وترجو ستره.. ومن منا لا يسعد إذا اعتمر قلبه الإيمان.. آمنت “ألفة ” بعشقها وزعمت أنّه خطوتها الأولى لتتوب وتكفّر عن سيئاتها.. ألم يخلق الله الحبّ بين عباده لتتعالى أنفسهم عن الرذائل؟
كذلك كان حب سفيان فهو يبدأ صباحه على صوت زنبقته الفريدة ويمسي ليله على رؤية وجهها على شاشة الهاتف الجوال لينهلا من الحب والغرام بعضه إلى حين اللقاء ليمارسا طقوس اللذة بين دور السينما ومراحيض المقاهي بلا حياء من أعين الرقباء، وإن ضبطا أطردا وهم يضحكان كمراهقين أباح عشقهم كل ممنوع.. فشرّعا وكفّرا بكل المبادئ ليعتنقا الجنون.. هما لا يباليان بأمكنة احتوائهما ما دامت كفيلة بتلبية رغبة جسديهما تقول ألفة:
– كل النساء تحسدني على وسامة حبيبي..
فهو يصغرها بسنتين ومع ذلك يتيمّم سعيدا طيبا بتربة حذائها لكسب رضاها..
قصص عبير في ثوب جديد.
نص ضعيف، فقط ايحاءات ججنسية