” اكتبني بلغة جديدة…”
قصيدة للشاعرة د. دورين نصر سعد
-×-×-×-×-
لا تكتبني بلغة الرّيح
ولغة الرّمال…
أخاف على الطّبيعة
أن تفقد توازنها..
لا تكتبني بلغة البرق
ولغة الأنهار…
ولغة موج البحر،
يا خوفي من غيمةٍ
تصحو يومًا من سكرتها…
فينزف ماؤها وتتحجّر بين
أحداقها الأمطار…
لا تكتبني بلغة الأساطير
فأنا لست فينوس ولست عشتار،
لا ترسمني بحروف الضوء
و حروف النار…
أخشى على الأرض
أن تختلَّ دورتها…فتتوقّف الفصول
ويتوقّف الّليل عن البوح
ويرتجف بين شفتيك النهار
لا تكتبني بلغة الحبّ
فأنا لا أشبه يومًا
امرأةً أحببتها….
أنا امرأةٌ من دمعها ارتوت
زنابق ومن ابتسامتها
تفتّحت أزهار…
لعلّك لن تكتب عنّي يومًا
لأنّي أكتبُكَ،
حين تنزف خواطرُكَ
فيعبَق عطري في أنفاسكَ
وتولد في خيالك الصور والأفكار…
اكتبني بأبجديّة نقشَها
الإله في مخيّلتكَ…
لم تمسسْها يد البشر،
لم تقترب منها شفاه الحجر،
كلّما هربت الحروف منكَ
إلى خاطري،
تناسلت من مشاعري
القصائد والأشعار…