” ولى الصّيف .. ” قصة قصيرة جدا في مشوار اليوم للكاتب د. قاسم قاسم :
ولى الصيف، وتينة الجل شاردة، تلملم نفسها خجلا من ان اراها، او هكذا تخيلت! تخبرني عن حالها، وانها لشدة عاطفتها لجأت اليها الحشرات، فرحبت بها خوفا عليها من برودة الطقس ، .
التينة تحب الانجاب، وعندما ازورها تقدم لي مشكورة ثمارها الشهية، وتقول مودعة، بعد ان لفتت نظري لرؤية اوراقها الباهتة، الا اتركها وحيدة في الشتاء، وتابعت: اعرف ان زيارتك نادرة، لكن لمسة منك تدفئني في عز البرد،
حين حملت ادواتي، ذات يوم، لم التفت اليها في البداية، انشغلت بفاكهة اخرى،التي فرحت بي وانتشت، ولما سقيتها ذاد حبورها، وفرحت بنموها، وحين التفت عائدا، وجدت صديقتي وقد انحنت ظنتت انها تقدم لي التحية، ولما حاولت مداعبة احد اغصانها انكسر ووقع مصافحا وجه التراب، فهززت غصنا اخر فسقط، ولما دنوت معتذرا لعدم الاطمئنان عليها، كما تمنت، سبقني لحن جنائزي، وعزف وداع مؤلم ، فعرفت ان من اشفقت عليهم هم من عاثوا فيها حتى نخروا روحها.
صورة جميلة لما نكنه من صدق المشاعر بحق الارض وثمارها …