( موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي في بيروت يهنئ الشاعر وينشر قصيدة ” شجرة الموسيقى ” وكلمة الناقد العراقي فاضل تامر )
” الأشجار تحلق عميقاً ….”
المجموعة السابعة للشاعر العراقي د. سعد ياسين يوسف
-×-×-×-×-
…صدرت للشاعر العراقي د. سعد ياسين يوسف المجموعة الشِّعرية السَّابعة بعنوان (الأشجار تحلّق عميقاً ) وضمت أثنين وثلاثين نصّاً مواصلاً استلهام الشَّجرة رمزاً لنصوصّه كما تشي بذلك مقدمة المجموعة التي أورد فيها مقولة ابن عربي ” إنّي نظرتُ إلى الكونِ وتكوينهِ ،وإلى المكنون ِوتكوينهِ ،فرأيتُ الكونَ شجرة “.
وتناولت موضوعات المجموعة الصَّادرة عن دار ” أمل الجديدة ” في دمشق همّ الإنسان العراقي وتطلعه للحياة الحرة الكريمة إنطلاقاً من حضارته والقيم السَّماويّة والإنسانيّة التي آمن بها، ومواجهته للصعوبات والحروب والظّروف الحياتية القاهرة التي أثقلت كاهله .
كما تضمنت موضوعاتها رؤية الشَّاعر الفلسفيّة إزاء الأسئلة الكونيّة التي تواجهه ومنها الحياة والموت والحبّ والفراق والغربة والنّشوء، معتمدا الصّور الفنية في بناء نصوصّه والمفارقة والإدهاش، فيما تؤكد عنونة المجموعة على ضرورة أن يعمّق الإنسان جذوره في الأرض ليحلّق في فضاءات العطاء الإنساني ، فلا تحليق بلا ترصين الرّوح والقيم النّبيلة .
وضم الغلاف الثاني للمجموعة كلمة للناقد العراقي الأستاذ فاضل ثامر جاء فيها :
((إنَّ الشّاعر سعد ياسين يوسف تألق في قصيدة النثر ببنيات مهمة أهم من الرّمز الّذي انشغل فيه النقاد رغم أنَّ الرّمز الذي اعتمده الشّاعر كان مصدراً لتأويلات متعددة ، وأنَّ الأشجار عند الشّاعر سعد ياسين يوسف هيَ (الطوطم) .ومن خلال انتماء الشّاعر لفضاء الطبيعة وأنسنتها استطاع أن يخلق منها كياناً إنسانياً لتصبح رمزاً و(آخراً) حينما يقيم حواراً مع افتراضي آخر هو الشَّجرة الذي قد يكون قرينا له أو الوجه الآخر.
إنَّ رمز الشَّجرة وفي لحظة ما يتحوّل لدى الشّاعر إلى قناع ، بوجود مجال لاشتغالات نقديّة كثيرة في بنية الصّورة والاستعارة في شعر سعد ياسين يوسف و لاسيّما أنَّه يتجه إلى القصيدة الرّعوية امتداداً للشاعر “عيسى حسن الياسري”، لكنَّ يوسف ينفتح على فضاءات حداثويّة وفق ثنائيّة الطبيعة بما فيها من جمال، والثقافة بما فيها من قوة ، حيث رمزالشجرة التي تنتمي إلى قطب الطبيعة في مواجهة الوجه الآخر المتمثل بالامحاء واستلاب الرونق الطبيعي للحياة والإنسان . إنَّ تجربة الشّاعر سعد ياسين يوسف تجربة غنيّة تندرج في ضمن المتن الثقافيّ لما حظيت به من تكريم وجوائز عالميّة وتتطلب قراءة جادة .
يذكر أن ست مجموعات كانت قد صدرت للشاعر سعد ياسين يوسف هي على التوالي : قصائد حب للأميرة كاف ، شجر بعمر الأرض ، شجر الأنبياء ، أشجار خريف موحش ، الأشجار لا تغادر أعشاشها ، أشجار لاهثة في العراء وتم الاحتفاء بها عراقيا وعربيا .
من قصائد المجموعة للشاعر د. سعد ياسين يوسف :
(( شجرةُ الموسيقى ))
حينَ أهتزَّ الغصنُ
تسارعَ خطوُ النَّهرِ
وهو يخبيءُ قرصَ الشَّمس
تحتَ جناحِ الأسئلةِ .
هي شالُ حريرٍ فيروزيٍ
لفّتهُ الرّيحُ وطارَ،
كجسدِ ملاكٍ في حقلِ سنابِلَ ،
هيَ لغةُ الحزنِ إذ تتغلغلُ في روحي …،
نشوةُ فنجانِ القهوةِ في رأسي
بعدَ فناءِ الليلةِ بالحربِ معي … ،
هي مرآتي ،
اشتعالُ الشَّمعة ِ،
انطفاؤُها ….،
انبلاجُ الضّوءِ من شفتيِّ الأرضِ،
سماءٌ خلعتْ بردتَها الداكنةَ
لترينا بعضَ مفاتنِها…،
صرختُهُ الأولى …
وهو يغادرُ عرشَ الدفءِ،
وجهُ الأرضِ إذْ ترفعُ صوبَ اللهِ يديها،
نزولُ الدَّمعةِ من علياءِ الدَّهشةِ،
نظرتُك صوبي….
عندَ رصيف ِغروبِكِ
متلفعةً بالأحمرِ،
تلويحةُ كفِّكِ
قبلَ التحليقِ بأجنحةِ الأبديةِ
كاسرةً موجَ الرَّغبةِ .
حفيفُ أكفِّ الأشجارِ…
وهي تصفقُ لي،
حينَ أمرُّ حزيناً تتناهبُني الفكرةُ،
ما يتركهُ عصفُك في أغصاني،
إرتعاشةُ يدك ِ بينَ يديَّ،
سَرَيانُ الدفءِ وأنا أمرّرُ كفي
فوقَ قبابِ جنونِكِ … جنتِك ِ،
ما تتركهُ لمساتُ يديكِ النّاعمتين
في جدرانِ الهيكلِ….،
ارتطامُ الموجِ بجسدِ الشّاطئِ…،
رائحةُ الرَّعشةِ عندَ الزَّخّةِ الأُولَى ،
من مطرٍ بعدَ يبابِ فصولِ الأرضِ،
خطفُ البرقِ ….
عزفُ النّافورةِ لحنَ الوحشةِ وهي تبوحُ
لآخِرِ مُصغٍ عمدهُ رذاذُ الماءِ الباردِ
في منتصفِ القيظِ
غناءُ “الشبّوي*” ذاتَ مساءٍ
حينَ بَعُدنا عنها… ،
وتجاهلنا خضرتَها
وهي تصوّبُ رشقاتِ العطرِ
وتشدُّ ، تشدُّ، مثلَ صغيرٍ…
يشدُّ ضفيرةَ أمهِ
يصطنعُ بكاءً
كي تمنحَهُ قُبلةَ إصغاءٍ،
فَلِمَ لا نُصغي ،
نكسرُ “سُلمَها” اللامتناهي
ونردمُ كلَّ ينابيع الماءِ
ونحنُ نغورُ برملِ الصَّحراءِ ؟!!!
( الشَّبّوي : شجيرة عطرية تُطلق عطرها في المساء ، وتُسمى أيضاً “مسكة الليل” و”ملكة الليل” ) .
كلمة الناقد فاضل تامر :
وضم الغلاف الثاني الأخير للمجموعة كلمة للناقد العراقي الأستاذ فاضل ثامر جاء فيها :
((إنَّ الشّاعر سعد ياسين يوسف تألق في قصيدة النثر ببنيات مهمة أهم من الرّمز الّذي انشغل فيه النقاد رغم أنَّ الرّمز الذي اعتمده الشّاعر كان مصدراً لتأويلات متعددة ، وأنَّ الأشجار عند الشّاعر سعد ياسين يوسف هيَ (الطوطم) .ومن خلال انتماء الشّاعر لفضاء الطبيعة وأنسنتها استطاع أن يخلق منها كياناً إنسانياً لتصبح رمزاً و(آخراً) حينما يقيم حواراً مع افتراضي آخر هو الشَّجرة الذي قد يكون قرينا له أو الوجه الآخر.
إنَّ رمز الشَّجرة وفي لحظة ما يتحوّل لدى الشّاعر إلى قناع ، بوجود مجال لاشتغالات نقديّة كثيرة في بنية الصّورة والاستعارة في شعر سعد ياسين يوسف و لاسيّما أنَّه يتجه إلى القصيدة الرّعوية امتداداً للشاعر “عيسى حسن الياسري”، لكنَّ يوسف ينفتح على فضاءات حداثويّة وفق ثنائيّة الطبيعة بما فيها من جمال، والثقافة بما فيها من قوة ، حيث رمزالشجرة التي تنتمي إلى قطب الطبيعة في مواجهة الوجه الآخر المتمثل بالامحاء واستلاب الرونق الطبيعي للحياة والإنسان . إنَّ تجربة الشّاعر سعد ياسين يوسف تجربة غنيّة تندرج في ضمن المتن الثقافيّ لما حظيت به من تكريم وجوائز عالميّة وتتطلب قراءة جادة .
يذكر أن ست مجموعات كانت قد صدرت للشاعر سعد ياسين يوسف هي على التوالي : قصائد حب للأميرة كاف ، شجر بعمر الأرض ، شجر الأنبياء ، أشجار خريف موحش ، الأشجار لا تغادر أعشاشها ، أشجار لاهثة في العراء وتم الاحتفاء بها عراقيا وعربيا .