” أوَّلُ الضُّوءِ “
للشاعر علي وهبي دهيني
****
لي تُهمةُ الشِّعرِ لي دَمعي ولي وتري
ونخلةٌ ترفعُ الغيماتِ للقمرِ
لي شَهقةُ الريحِ والكثبانُ ممسكةٌ
خوفَ الخيامِ .. بِزَنْدٍ أسمرٍ حَذِرِ
لي فِكرةُ الوتدِ المُمتدِّ أَزْمنةً
من الثَّباتِ .. وراياتٌ من الظَّفرِ
لي عَنكبوتٌ يَحيكُ الغارَ .. يَحْرُسُهُ
لموعدِ الوحي .. لكن دونَما أثَرِ
يا أوَّلَ الضَّوءِ والأيامُ أسئِلةٌ
تُمسِّدُ الوقتَ عِشقاً شعَّ من مُضَرِ
أنتَ الكثيرُ إذا ضاقَ الوجودُ بنا
سمَّيتُكَ اللمسةَ الخضراءَ في عُمُري
وظلُّ مَسْراكَ صلَّى في شقوقِ دَمي
فَرحْتُ أغْزِلُ مِن خيطِ الدُّجى سَهري
أخِيطُ من تمتماتِ اللّيلِ أجنحةً
من الصلاةِ .. وآياتٍ من السُّورِ
كأنَّني واليراعُ البِكْرُ يكتبُني
وأوَّلُ السَّطرِ حَرْفٌ مِنْ نَداكَ ثَري
مُحمَّدٌ لم أجِدْ إلاكَ بوصلةً
تُعيدُ للأرضِ بوحَ الزَّهرِ للمطرِ
قُمْ باسمِ ربِّكَ واقْرَأ في ملامِحِنا
بحجمِ ما فيكَ من بُعْدٍ ومن بَصَرِ
أَرجِعْ إلينا بقايانا التي تَعِبَتْ
يا فِكرةَ الحُبِّ قبلَ الرُّكنِ والحجرِ
أدري اكتمالَكَ في صدري كبسملةٍ
مَرَّت كلمحِ بُراقٍ لحظةَ السَّفَرِ
روحي فدا الميمِ في ثغري مُشدَّدةً
أُرتِّلُ الإسمَ قد عُلِّمتُ مِنْ صِغري
وما تزالُ رؤاكَ الآنَ موغلَةً
فينا .. كما الطِّينُ في كفِّ المياهِ طَري
يا قاتلَ الشَّكِّ ، فيكَ اللَّهُ أيَّدَنا
بسُنَّةٍ من كتابٍ مُلهَمٍ عَطِرِ
مدَّت إليكَ الدُّنى كفًّا مُصَافِحَةً
مَدَدْتَ منكَ إليها عينَ مُحتقِرِ
فانظُرْ إليَّ فَبيْ شوقٌ يُحَاصِرُني
كما يُحَاصَرُ ذاكَ الطِفْلُ في كِبَري
شِعْري قليلٌ وإنِّي جئتُ معتذراً
لا عُذرَ عِندي سِوى أنِّي مِنَ البَشَرِ