” لم يبقَ لنا سواك…”
( للشاعرة د. ساندي عبد النور )
-×-×-×-×-
لم يبقَ لنا سواك…
نتردّد عليكَ…
بعد أن سلبونا أدنى مقوّمات الحياة…
كنوزُكَ وفيرة…
تسبح كالثريات…
تنادينا بملاحة بريقها
تغرينا بسحر لمعتها
فنجد أنفسنا نمشّطُ
شواطيك الدافئة
بأقدامنا المتعبة
علّ مراياك تنير فينا
عتمةً ارتسمت في جوارحنا
فذاقت تطلّعاتنا الاختناق!
لم يبقَ لنا سواك…
بعد أن صادروا أحلامنا البهية
و شنقوا جهارةً رغيفنا…
و غرسوا آمالنا في تربةٍ خريفية
زرعت فينا لغة الحِداد
فاستيقظت المواسم القاحلة
في أعناقنا تعلّق مشانقنا..
لم يبقَ لنا سواك..
بعد أن طردونا من بقعة الحلم
و عرّونا من طموحاتنا..
لم يبقَ لنا سواك
أيها المارد الأزرق
فلا تبتعد و لا تخاصمنا..
تعال إلينا على صهوة الزَبَد
و دعْ جرحنا يتبلّل بأمواجكَ..
فملحكَ دواء، قواربكَ ميناء..
و صدفاتك غاية في الاحتواء
لوعودٍ استأصلوها..
و أفراحٍ بتروها..
لم يبقَ لنا سواك..
داعب بمدّك و جزركَ
براءتنا المتراقصة..
و أيقظ حورياتكَ الحسناوات
كي تروي على مسامعنا
حكايا أمل..
لا تعرف الملل و لا الكلل
ترشح في استسلامنا زيت عُتق
كي يبقى المصباح الشاعل بالتفاؤل منارةً تحيي و بلسماً يداوي..