حبيب الروح

كما يختارُ الربيعُ ألوانه .. يختارُ الحبُّ أوطانه ..

يبحثُ عن وعدٍ صادق .. عن أملٍ متهوّر .. عن سندٍ منيع ..

يوشوشُ الروحَ ويأتمنها على خلجاته المقدّسة ، علّها تجدُ في عوالم النّور حقيقتها .. فتنهضُ بنا من سبات الوهم ورتابة التعوّد ..

هل رسمت يومًا ملامحَ سريّة وطلبت من الله معجزةً ، وتحقّقت ؟
هل همست بسرّك إلى القدر تشكو له وحدتك بين الجميع ، وأنصفك ؟
هل آمنتَ بالحب في زمن الردة وهزء منك المتلوّنون ، ونجوتَ ؟

في يوم ..
إن وقفتَ أمامه .. ذلك الذي سينحني أمام عطرك
سيجيبك عن كل سؤال قبل أن تطرحه ..
وفي لحظة ضعفك سيشعرك أنك الأقوى ..

سيبدّدُ مخاوفك قبل أن تجتاحك ..
وفي البعد سيكون أناكَ ..

سيبتكرُ معك جنون الفرح..
وفي البسمة سيكون صداك ..

في يوم ..
عندما يستفردُ بك العتاب .. ويغزوك الحنين
وتثقلك الذكرى .. ستحرجهم بالنسيان .. فما كانوا إلا أضغاث أحلام تلاشت في صحوة النور ..

حبيب الروح ..
وُلدَ من أجلك هناك ..
يبحث عنك هنا ..
ويحملك معه إلى الخلود ..

حبيب الروح ..
هل وجدتهُ ؟
هل وجدك ؟
وهل فعلًا أحببت ؟

*الشاعرة والكاتبة رانية مرعي / لبنان