( نقلا عن منصة ملتقى الابداع الشبابي الفلسطين )
بقلم عبير حمد / مؤسسةالابداع الفلسطيني_الدولية:
بثت مؤسسة الابداع الفلسطيني في يوم السبت الماضي ندوة ثقافية بعنوان “محمود درويش ..ذاكرة للنسيان ” استضافت فيها الشاعر عبد السلام العطاري والادبية التونسية فتحية الهاشمي والشاعر طه خليل والشاعرة ايمان مصاروة والاديبة سناء العطاري والأديب والباحث العراقي خير الله سعيد..
قدمت الندوة الاستاذة سامية الزير سكرتير عام مؤسسة الإبداع الفلسطيني الدولية وأدار الحوار الشاعر عبد الله عيسى.
في البداية استذكر المشاركون الشاعر محمود درويش شاعر المقاومة بقولهم: “عندما نتحدث عن محمود درويش تحت عنوان ذاكرة للنسيان فهو الذاكرة الفلسطينية التي لاتزال حتى هذه اللحظة تفسد نوم المحتل”.
واشار الشاعر عبد.السلام العطاري – مدير دائرة الآداب في وزارة الثقافة الى أنه “حين نتحدث عن محمود درويش فاننا نتحدث عن شاعر المقاومة، فكان صوت الانا والتكوين الفلسطيني، فعندنا جاء محمود درويش للحياة، كتب القصيدة منذ ان كان في الزنزانة، هذه الذاكرة التي تنعشنا دائما، فمحمود درويش من الرموز التي رسخت العالمية والادب والفلسطيني فكانت قصيدة المقاومة هي الحاضرة والقصيدة الراسخة في محاربة المحتل الذي جاء برواية السطو من خلف البحار وحاربونا على قوتنا ويومنا هذه المسألة التي تحتاج الى هذا الجهد، لتكون فلسطين حاضرة في الخطاب الثقافي العربي وفي القصيدة والرواية العربية وهذا مانسعى اليه، فربما كان عند العالم العربي مناجم الذهب والفوسفات والنفط اما نحن فعندنا مناجم ثقافية نفتخر بها رموز كمحمود درويش وغسان كنفاني وغيرهما، وما احوجنا اليوم في الوطن العربي قبل فلسطين إلى للمثقف المواجه سياسيا وثقافيا وفنيا في ظل مانراه من سلسلة هرولات باتجاه تل ابيب والتطبيع.
كما اكد الشاعر الكردي طه خليل : أن قضية فلسطين كانت قضية جنسيات محبة للسلام، فنحن ككرد نتفهم قضيتنا بغض النظر عن الشعر من خلال القضية الفلسطينية فالنضال الفلسطيني كان ملهم للشباب الكرد. ومن ناحية ثانية كان محمود درويش بالنسبة لنا كشباب احد رموز الصمود الانساني. ولم يحصل على جائزة نوبل فقط لانه فلسطيني فنال جائزته بمحبة شعبه له. واكمل بقوله “ان محمود درويش كان منارة للعديد من الكتاب والمثقفين الكرد وخاصة جيل الثمانينات، ارتبطنا مع القضية الفلسطينية كقضية كانت قريبة منا. بالنسبة لنا كمثقفين كرد تاثروا بمحمود درويش وساروا على خطاه اخذنا منه الكثير وتعلمنا منه أن نحتفظ بانسانيتنا باقصى لحظات القتل والتدمير والتهميش الذي يتعرض له الشعبين الفلسطيني والكردي”.
كما قالت الاستاذة سناء العطاري اثناء مشاركتها : لايمكن الحديث عن محمود درويش دون الحديث عن الثورة كقضية فلسطينية استطاع محمود درويش تقديمها للعالم واصر على أن يكون شاعرا اضافة الى كونه مقاوم ومقاتل، فالعلاقة بين الثورة والابداع جدلية جدا. هناك عدة جماليات وتقنيات استخدمها محمود درويش ومنها تقنية القناع وتقنية تعدد الاصوات اضافة الى تقنية ماوراء القصيدة فكان يحترم المتلقي ويجعله شريكه في كتابة القصيدة وفي قصائده ثنائيات الذاكرة والنسيان – الحياة والموت وكان يمزج بين الشعر والنثر.
وقال الشاعر العراقي خيرالله سعيد الذي كان صديقا شخصيا لمحمود درويش: أن درويش واكب كل التراث العربي ومنه ينطلق لخلق ابداع وقضية وقصيدة جديدة اسمها محمود درويش، يخلق حوارا ذاتيا مع المتلقي ومع ذاته ومع التراث، فخلق للقصيدة التراثية والمعاصرة معنى الحداثة، وكسر الايقاع الوزني في الشعر العربي واوجد ايقاعيته الخاصة به كمحمود درويش، فعندما كتب قصيدة ” مديح الظل العالي ” تجاوز كل المراحل التاريخية ليقف على نمط جديد من الكتابة الابداعية، فقدم القصيدة على المستوى العالمي، فكل من قرأ شعر محمود درويش وقف مع القضية الفلسطينية الذي جعل منها شكلا من اشكال النضال والفكر والمفردة والقاموس.
مرة اخرى قدمت مؤسسة الإبداع ندوة متميزة من نواح عديدة جمعت فيها ما بين المنظور الفلسطيني والعربي والعالمي لقراءة محمود درويش. واستطعنا نحن المتابعين استكشاف عوالم اخرى لقصيدة محمود درويش، عوالم ميزت شعر شاعر فلسطين الذي مع كل قراءة جديدة لقصائده نكتشف المخفي فيها ووجها اخر لها لم نقرأه من قبل. هذا هو محمود درويش الذي لازال وسيبقى سنوات طويلة بعد وفاته يفاجئنا بشي جديد.
المكتب الإعلامي للمؤسسة
والسلام ختام التحية
من البروفيسور فؤاد عودة الرئيس الفخري لمؤسسة الإبداع الفلسطيني الدولية