رسالة إلى بحّار
( من.كتاب “رسائل الى بحار “/ قيد الطبع / للكاتبة والشاعرة سليمى السرايري / تونس )
غدا حين تشرق الشمس على صفحة البحر ولا تجدني في كهفي الملون في ذلك المرتفع الصخري، سأكون قد انتقلت إلى سكني الجديد،،، هناك في الضفة الأخرى من العالم.
حتما ستكون مركبتي غيمة شاردة مثلي حين كنت أرنو إليك وأنت لا تنتبه
فيضيء ما يفيض من قلبي شوقا، وجنونا بك،، فهو عصارة كل حكايات الحوريّات اللواتي ذهبن معك ورقصن وبادلتهن القبلات الملتهبة..
كيف إذا أقرأ ما حطّمته المسافات وأخلق وطنا أرجوانيا لأحلامي وأشواقي إليك حدّ الجنون حدّ الموت حدّ الإنصهار في نقطة الهيام…؟؟
وكيف أختلسُ من البحر زرقته وأستعدّ للإبحار في المستحيل..؟؟
المستحيل الذي وضعته أنتَ أمامي، ونثرتَ موجاً عالياً لكي لا أعبر إليك…
حين يجيءُ موعدُ ذهابي سأخبرك أنني تعبتُ من شجرة حبّي التي كنت أسقيها كلّ مساء وأنت ترسل لي تلك الورقات التي أدسّها في صندوق قلبي الملوّن حتّى لا يطّلع عليها أحدا
إنّي أحتاجك اليوم، رغم غموضك وصمتك الرهيب
وما يكتنف وجعي من أوجاع أكبر وأكبر..
حبيبي،
حين تعود من قلعتك العالية وتنزل الصخور المؤدية إلى كهفي، لن تجد سوى بقايا رجفاتي في عتمة المكان ولو أصغيت جيّدا، ستسمع حفيف أغنية ترفرف لوحدها،
تركتها لك كي تسعد قلبك الجميل.