( خاص موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي )
..في منتجع ” ميّ وفيّ / May wa fay ” على ضفاف نهر الليطاني في بلدة قعقعية الجسر الجنوبية , احتفلت الشاعرة آمنة ناصر مع لفيف من أصدقائها الشعراء والإعلاميين بتوقيع باكورة اعمالها الشعرية باللغة العربية , ديوان ” أوراق متناثرة على ضفاف القلب ” الصادر عن دار نريمان للنشر في بيروت .
وبعد كلمات وقصائد القيت في المناسبة قطعت الشاعرة قالب الحلوى ثم أولمت مأدبة عشاء على شرف الحاضرين .
أيها الحضور الكريم اهلا وسهلا بكم
واسعد الله مساءكم بكل خير بل انتم الخير كله في مسائي.
أنتم الخير في زمن الأشرار..وانتم العطاء في زمن الإحتكار والفجور..انتم المحبة في زمن تكثر فيه البغضاء والكراهية والخصام.. وانتم الوفاء في زمن الخيانات والمؤامرات والأقنعة.
ماذا أقول لكم بعد كل ما قيل..فانا ساكتفي بالقليل وكلمة”شكرا”لا تكفي.
كلمة شكرا كانت تقال في السابق بروتوكولا،تحصيل حاصل،او مجاملة بالأحرى كانت تقال عن ظهر اللسان اما أنا فأقولها اليوم لكم من صميم قلبي الذي اعدتم اللون الأخضر إلى واحاته التي بذرتموها محبة فازدادت جمالا. اعلم انكم تكبدتم العناء على جميع الأصعدة:عناء السفر،بعد المسافة،الإذلال والقهر في طابور البنزين وحرق الأعصاب والتعب لتامين القدوم والعودة .رغم كل ذلك اتيتم من أقصى الشمال والجبل والبقاع وبيروت ومن اقصى الجنوب لتقولوا لي:”آمنة،نحن معك،نشد على يديك،نفرح لفرحك ونحزن لحزنك “وصدقوني بان صوتي يرتجف كما قلبي ليس من هيبة المنبر بل من هذه المحبة التي غمرتموني بها. صدقوا ان قلبي قد دوزن نبضاته على وقع خطاكم إلى هذا المكان الجميل،على ضفاف النهر،إلى جذور الشعر.هنا فرحت طفلة،هنا ذرفت دمعة،هنا تعلمت حكمة بان النهر يستمر في المسير رغم كل الحجارة التي ترمى فيه. أرى تلك المحبة في اعينكم انوارا تشعل امامي قناديلا فتدفعني إلى الأمام والبعيد لأسعى دائما لفعل المزيد كي استحق ما قيل عني وكي اكون دائما على قدر الثقة. بعد اليوم لن اخشى على اوراقي ظلمة لا ظلمة في الحياة ولا ظلمة القبر لاني وضعتها وهي بضعات مني من دموعي..من فرحي…من اختلاجاتي الصادقة..تقبلوها بعفويتها بسطحيتها بعمقها بمراراتها …تقبلوها كما هي لأنها انا ولا احد سواي.
لم الملم اوراقي في ديواني هذا كي امنح لقب شاعرة فأنا لست بشاعرة انا نزف على الورق..انا انثى مصابة بمرض الإحساس المفرط..المصابة بالحاسة السابعة من استشعار الحزن،الحب،الألم والخوف على الوطن. ما زلت احبو على ضفاف الحرف…ما زلت ادبدب على اريكة القصيدة ولا اكتب موزونا لاني لا أحب القيد فانا انثى تنتمي إلى تلك الطيور التي لا تستهويها كسرة خبز بل يستهويها كسر القيد والحرية.
احبتي،لا اخفي عليكم باني واجهت الكثير من الملامة والإستغراب عند توجيه دعوتي “آمنة مش عايشة بهالبلد؟مش شايفة هالظروف؟مين بيعمل توقيع هلق؟”
اقول:بلى إني اعاني مثلكم ولكن في ظل هذه الظروف اعلنت التحدي والعناد والإصرار على إشعال الأمل وعدم الإنكسار..سيبقى الحرف المنفذ الوحيد الذي لا يستطيعون سرقته منا. قد حرمونا من كل شيء من قوتنا،من ادنى حقوقنا،من خبزنا الذي هو غذاء لجسد فان وسنواجههم بمدادنا بيراعنا..هذا القلم الذي لا يكسر ولا ينكسر. وهنا اتمنى عليكم احبتي يا اصحاب الأقلام والفكر الواعي “كونوا مختلفين عن ساسة المجتمع..تحابوا فيما بينكم لإصلاح البيئة الإجتماعية والثقافية. توحدوا تحت لواء الحرف الناصع وانبذوا الضغينة لتسموا اكثر في ادبكم وعطائكم “
اهدي ديواني لروح ابي الذي اسمعه الآن يهمس في أذني:”آمنة،كم انا فخور بك يا ابنتي ” اقول لك ابي كم كنت آمل ان تصطحب هذه العبارة غمرة منك. واعلم لو كنت بيننا الآن لاعتليت هذا المنبر ووجهت لي قصيدة كما كنت تفعل دائما عندما كنت طفلة . “من آمنة ،تنغيمة الألحان
تصرخ يا بابا بصوت تحنان
متل الكنار عالشجر فلتان
وتغريدتو تسبيح رباني “
اقول لك ابي بان ابنتك لم تعد ذاك الكنار الذي يشدو ولا تلك الفتاة التي تعدو لتملا سلال الفرح. واي فرح يملا سلالي بعد افتقاد حضنك. فانت غبت عني وكانك لا تدري
كم في فقد الأب الإبنة تشقى…
قل لي من بعدك ابي اي فرح في عيني تبقى؟
نشرت كتابي لاحقق وصية اختي التي طلبت مني قبل وفاتها بليلة واحدة الا اتخلى عن طاقاتي. إلى اختي سمية،يا من سرقك النهر ساعبر عبر كل نافذة ضوء،سارسم،سانثر،ساكتب وساحفر الصخر كي ابقى على قيد إنسان.
صممت على طباعة كتابي لاني اخذت بنصيحة امي التي كانت وما زالت تردد على مسامعي قول جبران خليل جبران”إن الارض تطوي رجالا كثيرين لكنها لا تطوي افعالهم ومكانتهم “
اقمت هذا الحفل كي اقول شكرا لكل من ساهم في تسليط الضوء على حرفي. لكل شخص آمن به ولكل من اضاء امامي شمعة او عود كبريت هنا اشكر من ساهمت في إخراج كتابي إلى النور رئيسة ومؤسسة دار ناريمان للنشر الشاعرة الغائبة الحاضرة ناريمان علوش الممثلة اليوم بفراشة الكلمة وسفيرة القناديل الحبيبة كلود صوما. واشكر من قدم لكتابي تحت عنوان تناثر على ضفاف آمنة الدكتور الاديب عماد يونس فغالي واشكر صاحب القلم الأبيض رئيس منتدى حبر ابيض الشاعر والناقد مردوك الشامي على نقده البناء لكتابي. والشكر ايضا موصول للشاعر الفخري شربل زغيب وعلى محبته وقلبه. كما اشكر الاستاذ علي ابي رعد الذي قرا آمنة قبل ان يقرا كتابها. الشكر ايضا لمقدمة هذا الحفل الصديقة الشاعرة الحبيبة رئيسة منتدى بيروت الثقافي منى مشون كما اشكر الاعلامي القدير الاستاذ محمد علي عمرو كما اهنئه على حصوله رخصة للموقع الالكتروني زمان الأخبار كما اهنئه في عيد ميلاده الذي كان اول امس(عقبال المية من العطاء) والشكر الإعلامية اكمال سيف الدين على التغطية والى كل من قرا كتابي قراءة معمقة ولم يستطع الحضور (دكتور جوزيف جميل استاذ سليمان ابراهيم واستاذ انطوان يزبك) والى كل المواقع الالكترونية المواكبة للحرف (ميزان الزمان،حصاد الحبر،بيروت يا بيروت) واشكر كل الحضور لا سيما القامات الأدبية الشاعر عصمت حسان،ازدهار السعدي، الشاعر مصطفى سبيتي….وغيرهم وعذرا إذا نسيت احدا.
اخيرا نثرت اوراقي لاني خشيت ان اتلاشى،ان اسقط ككل الأحلام التي تجهض قبل ولادتها..ككل الامنيات التي تقاوم في بلدي من دون ذخيرة.
نثرت اوراقي بين ايديكم وعلى ضفافكم كي لا أتلاشى.
وفي ختام الحفل , وقعت الشاعرة ناصر ديوانها مع كثير من حبر المحبة للحاضرين .