مَشَيْتُ في الهاجرة
-×-×-×-
مَشَيْتُ في الهاجِرَهْ
فلَفَحَني القَيْظُ
وضَرَبَتْني الشمسُ
واستيقظَتْ فيَّ الذاكرهْ
…
إستيقظتْ تلك التي لم تَنَمْ
حتّى في عميق إغفاءتها
إستيقظتْ تلك التي ما فَتِئَتْ تذكرُ
حتّى عندما يداهمها النسيانُ
وكانت فيها كلُّ الغائباتِ حاضرهْ
…
أَيَا فُلكِيَ الذي يمضي
في العواصف العاتياتِ
التي لم تَنَلْ منك ولم تمسسكَ
رغم أمواج الذكرى الهادرهْ
…
ترنو للمستقبلِ
تستبشرُ بالخيرِ واليُمنِ واليُسْرِ
ترجو أيّامًا زاهرهْ
…
إذهب حيث شئتَ
وعِشْ ما كُتِبَ لك من عُمُرٍ
لكن لا تنسَ أنّك إسمٌ
من تلك الأزمنة الغابرهْ
…
كن مرساةً
كن مرفأً
كن مثوًى
كن مَقَرًّا
في خِضَمّ المُبْحِراتِ العابرهْ
…
أطلب قوتًا للقلب وخبزًا
ولا يغرَّنك الجديدانِ
فقوتهما كان قاتًا
إسمه الأَمَلْ
وخبزهما كان حوادثَ
وصوارفَ ماكرهْ