الشاعرة ميشلين مبارك في حوار لمجلة ” كواليس ” مع الكاتبة رانية مرعي : أكتب لأبقى في النور وأنجو من الغرق
ميشلين مبارك من مواليد رشميّا-قضاء عاليه، متأهلة من بيار أبي شهلا ولديّ ثلاث بنات
عضو في اتحاد الكتّاب اللبنانيين ،منسقة ادارية في منتدى شهرياد وعضو في العديد من المنتديات كبخور الوحي، منتدى تغريد فياض اللبناني المصري، نادي الكتاب اللبناني…
حائزة على ماجستير في العلوم السياسية والادارية من الجامعة اللبنانية.
حائزة على العديد من الشهادات في المعلوماتية وعلم الادارة والتواصل من معاهد لبنانية.
بدأت بالكتابة في سن مبكرة. ومنذ العام 1996 نشرت العديد من المقالات والقصائد في ملحق نهار الشباب وفي جريدة النهار اللبنانية.
في العام 2001 التحقت بالقطاع العام في لبنان وأنا اليوم مسؤولة مشاريع في مكتب وزير التنمية الادارية.
ديواني الشعري الاول صدر في العام 2007 بعنوان “تجربة” عن دار الفارابي .
في العام 2016 اصدرت ديواني الشعري الثاني “اعتراف” عن دار نلسن ووقعته في معرض الكتاب العربي الدولي في بيروت .
في العام 2018 أصدرت ديواني الشعري الثالث “صدى الروح” عن دار نلسن ايضاً برعاية وحضور وزارة الثقافة اللبنانية وكُتب عنه في العديد من الصحف الورقية في بيروت ورام الله وبغداد والقاهرة وبركان (المغرب).
في العام 2018 ايضا شاركت في مهرجان المنصورة للفنون في جمهورية مصر العربية ونلتُ شهادة تقدير من وزارة الثقافة المصرية.
في نيسان من العام 2019 شاركت مع وفد منتدى شهرياد في ملتقى تونس الثقافي في ولاية المهدية، وحصلت على شهادة تقدير من وزارة الثقافة التونسية.
لي مشاركات شعرية مع العديد من المنتديات الثقافية في لبنان.
في رصيدي العديد من الأمسيات الشعرية والمقابلات الصحفية والتلفزيونية، اضافة الى العديد من شهادات التقدير .
في العام ٢٠١٩ حزتُ على جائزة الاديب المهجري جميل الدويهي من استراليا .
حاليا، أكتب وأنشر قراءات نقدية في صحف لبنانية ورقية وإلكترونية لروايات ومجموعات شعرية للعديد من الشعراء اللبنانين والعرب.
أقدّم عبر قناة زوم Zoom نادي الكتاب اللبناني مناقشات لروايات عربية وعالمية مع حضور صاحب الرواية والمقابلة الابرز كانت مع الروائي اللبناني العالمي جبور الدويهي وشهادته عني .
كما أكتبُ تحقيقات ثقافية واجتماعية في مجلة “الامن”.
في جعبتي قصتان للاطفال (غير منشورة) وقصائد باللغة الفرنسية وقصص صغيرة عن الحياة (غير منشورة).
أنا إبنة الادب والشعر، فالكتابة بشكل عام هي الاوكسيجين الذي أتنشقه. أنا أكتب لأبقى في النور، لعلي أنجو من الغرق في ظل هذا السواد الذي نعيشه.
الشاعرة ميشلين مبارك: المرأة والرجل سيّان في التعبير عن جمالية الكتابة بالعقل وبالعاطفة
:
*حدثينا عن تجربة الكتابة المبكرة ، من شجعك وكيف كانت جرأتك في مواجهة القراء؟
الكتابة أتت وأنا على مقاعد الدراسة، فعندما يثني أستاذ اللغة العربية وهو دكتور أدب عربي على مواضيع الانشاء أو عندما أحصل على شهادة موقعة من المطران الراعي (عندما كان مطرانا لجبيل) عن مسابقة “ماذا يريده الشباب من السينودس من أجل لبنان” …هذه الامور شكلت بذور صغيرة لثمار الكتابة فيما بعد في الجامعة بحيث كنت أنشر ما أكتب في نهار الشباب وبتشجيع من الصحافي الكبير جبران تويني ليس لي فحسب بل لكل الشباب الذين وجد فيهم تلك الثمار.
أمّا فيما يتعلق بأول مجموعة شعرية “تجربة” (صدرت في العام 2007) فكانت لها أصداء ايجابية، بحيث أثنى القرّاء على جرأة تجربتي، إنما طبعاً أنا مع الانسان أن ينتقد نفسه في سبيل التحسين والتطور، وهذا ما يجعلني إلى اليوم أن أكون منفتحة على كلّ أراء القرّاء إنما بشرط أن يرضي الانسان نفسه قبل إرضاء الآخرين، إنطلاقا من أنّ التشجيع الاول والاخير ينبعث من داخل الانا التواقة الى التعبير عن نفسها لعلها تستكين، وربما لن تستكين.
*أنت منسقة إدارية في منتدى “شهرياد”
حدثينا عن نشاطات المنتدى وعن مشاركاتكم خارج لبنان؟
“شهرياد” كما تعرفين إسم منحوت من بطلي “ألف ليلة وليلة” شهريار وشهرزاد، وكنا في الحمرا قلب بيروت النابض بالحياة نستقبل كل ثلاثاء شاعر وشاعرة يشتركون في أمسية ثقافية مع عازف (أو عازفة) ورسام (أو رسامة) للتعبير عن هذا الجو الثقافي الراقي الذي كان سائدا. إضافة طبعا إلى التنسيق والتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية في تكريم شخصية ثقافية من كبارنا، إنما مع الأسف وبسبب أوضاع لبنان الراهنة إضافة الى إنتشار فيروس كورونا، توقفنا عن الأمسيات الثقافية وإستعضنا عنها بكتابات في مطبوعات محلية وعربية ومواقع إلكترونية. ولشهرياد عدة فروع في لبنان، مع العلم أنّ “شهرياد” طرابلس ما زال يقيم أمسيات ثقافية الى الآن. أمّا عن التجربة مع الوطن الشقيق “تونس” فقد كان لشهرياد مشاركة في ملتقى تونس الثقافي في ولاية المهدية بالتعاون مع وزارة الثقافة التونسية، في نيسان من العام 2019، وكانت مشاركة رائعة ليس على الصعيد الشعري فحسب إنما في ندوات فلسفية، ومحاضرات عن تاريخ البلدين وما يجمعهما على كافة الصعد. وكنا نخطط لتوأمة ولمشاركة الوفد التونسي في مهرجان ثقافي كبير في لبنان، إنما للاسف شاءت الظروف عكس ذلك. شخصيا، أستطيع القول بأنّ المتلقي التونسي له قدرة إصغاء عالية وذوّاقة، وكنتُ سعيدة جداً بردة فعلهم تجاه مشاركتي في “مهرجان المهدية” حيث بنيتُ صداقات ثقافية وإنسانية ما زالت مستمرة.
*هل تؤيدين تعريف “الأدب النسوي ” وهل فعلًا الأدب ينقسم بين رجل وامرأة أو هي محاولة ذكورية جديدة لفرض الوصاية على أقلام النساء؟
إسمحي لي صديقتي أن لا أؤيد هذه التسمية لأنني ببساطة لا أفهم ما الفرق في الأدب إن كتبته إمرأة أو رجل، فالابداع والجمال هو نتيجة تجربة صاحبه، والانسان الحرّ سواء أكان إمرأة أم رجلاً يرفض أية وصاية. أنا أؤمن بثلاثة أقانيم للكتابة: الحرية، المعنى والتكثيف الشعري. وهنا علينا الغوص في العمق المعرفي. والشيء بالشيء يذكر عندما أشرتِ في سؤالك كلمة “محاولة ذكورية ووصاية ” خطر لي مقولة للمعلم الكبير بطرس البستاني (عندما خاطب عن أهمية تعليم النساء في العام 1849): “أخبرني ما هو الانسان، وأنا أخبرك ما كانت أمه”. لذا أنا مع تعليم المرأة في كل المجتمعات العربية للتحرر من الطغيان الذكوري.
*كيف برأيك نخلق مجتمعًا مؤهلًا ثقافيًا في ظل الأمية المعرفية المتفشية وإن كنا في عصر التطور التكنولوجي؟
في الحقيقة من وجهة نظري ومراقبتي، أرى أنّه لدينا مجتمعا مثقفا نعم إنّما مع الاسف من دون رسالة، أو من دون معنى، هو صحيح يواكب التطور التكنولوجي، إنما من دون هدف، ربما لأنه لا يسعى الى الإستفادة من هذا التطور لتعميق اللغة الشعرية لجعل هذه الاخيرة تحمل المعنى في صورها. راقبي مثلا على مواقع التواصل الاجتماعي: عندما تضعين قصيدة من دون صورة أو عندما تضعين صورة من دون أي كلام، فترين كم عدد الاصدقاء القرّاء، ونسبة الاعجابات المرتفعة التي تأتي على الصورة (خاصة إن كانت جميلة). للاسف الثقافة أصبحت سطحية وهي صورة طبيعية لمجتمعنا الذي ينوء تحت مشاكل جمّة.
*يقول الناقد العربي جورج طرابيشي أن الرجل يكتب بعقله، أما المرأة فتستمد جمالية الكتابة في المقام الأول من ثراء العواطف وزخم الأحاسيس.
هل تؤيدين هذا الكلام ؟
وهل المرأة ليس لديها عقل يفوق ذكاء وقدرة الرجل، أو هل الرجل ليس لديه عواطف وأحاسيس تفوق عاطفة المرأة. إسمحي لي أن أقول بأنّ المرأة والرجل سيّان في التعبير عن جمالية الكتابة بالعقل وبالعاطفة، وذلك تبعا لتجارب كلّ منهما وتأثير تلك التجارب في النفس البشرية.
*الشاعر الذي يحترف النقد، كيف تصبح العلاقة مع قصيدته؟ وهل يستطيع الكتابة بتجرد بعيدًا عن المراقبة والتحليل؟
القراءات التي أكتبها وأنشرها عن إصدارات الشعراء والكتّاب هي قراءات معمَقة لمحتوى كتبهم، وبذلك أنا لا أدّعي النقد، أستطيع القول بأنني قارئة مجتهدة. وبالتالي أنا أنتقد ما أكتبه وأجعل المحيطين بي يقرأونه لإعطاء رأيهم بصراحة قبل النشر، كل ذلك بهدف تهذيب اللغة والاجتهاد الشخصي في الكتابة سواء كانت مقالة أو قصيدة. في العموم، أرى أن الشاعر نعم يستطيع الكتابة بتجرد بعيداً عن المراقبة، ولغته الشعرية تساعده على التحليل بل والغوص في اللغة الشعرية عند الآخر، سواء كان صديقًا أم لا، هنا تكمن مقدرة المحافظة على موضوعية تامة في الكتابة. الجمالية تظهر عند دهشة القراءة في كتاب جديد لصديق قديم.
*”أنا بيروت” مشروع جديد تحضر له الشاعرة ميشلين مبارك .
نريد منكِ لمحة عن الكتاب الذي يحمل عنوانًا وجدانيًا مؤثرًا؟
لا شك بأن الكارثة التي حلّت بنا في الرابع من آب 2020 كان لها الأثر الكبير في النفوس، نتيجة لهذا الالم والحزن كانت قصيدة “أنا… بيروت” وهنا أقصد بالنقاط الثلاث الفاصلة لأقول أنّ بيروت هي أنا وأنتِ وكلّ من يحبها، هذا التماهي بين المدينة والذات لأنّ بيروت تسكنني منذ القدم ويجتاحني الحنين دوما أن تعود قبلة المثقفين والادباء… قصيدة “أنا…بيروت” أتت عنواناً لمجموعة شعرية جديدة أحضّر لها تتضمن وطنيات وغزل، إضافة الى ومضات شعرية. هذه المجموعة ستبصر النور قريباً بإذن الله برعاية منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده بشخص رئيسته الشاعرة المهندسة ميراي شحاده التي تحمل شعلة الثقافة النورانية في زمن مظلم.
*ما هي الرسالة التي توجهينها للإنسان العربي عامة واللبناني خاصة في ظل كل المتغيرات التي تشهدها بلادنا؟
بإختصار شديد: المثابرة وعدم اليأس، صحيح أنّ عوامل الاحباط محيطة بنا بكثرة وخاصة في وطننا لبنان، إنمّا “لا بدّ لليل أنّ ينجلي…” فليعبّر كلّ بطريقته عبر الكتابة، الرسم، الصلاة، الرياضة…شخصيا الكتابة هي علاجي من الاوجاع، فلنبحث عن علاجات تنقيّ بلادنا والانسان من السموم.
*أترك لك الختام مع قصيدة توجهينها لقراء كواليس .
لا بدّ من كلمة شكر ومحبة أوجهها لك صديقة الحرف والشعر، ولجميع القراء خاصة لمن قرأني حتى آخر سؤال، القصيدة هي ضمن مجموعتي الشعرية الجديدة بعنوان:
“طائرتي الورقية”
طفلة صنعتُ طائرتي الورقيّة
أرسلتها إلى الغياب
علّها تعيد لي أبي
رفرف الحزن فوق الأرض
مضت طائرتي بين أيدي السّكون
عبثًا حاولتُ التّحليق أكثر
وعبثًا أطفأتُ الخوف في نفسي
كمّ أرهقني الانتظار…
على شرفة ذاكرتي
رأيتُ الطّفلة تبكي
وصوت الرّيح يرقصُ…
الأرضُ جرداء
الغياب سماء
والدّموعُ رجاء…
تحية كواليس:
بين ثنايا وحنايا الهدوء والإتزان الصفة الغالبة على اجوبة الشاعرة ميشلين مبارك تشتعل في اعماقها ثورة عارمة تسيطر عليها بلغة المعرفة وحزن تستمد منه صياغة حكاياتها.
بهدوء نبدأ متعة القراءة لنصل إلى الطائرة الورقية فرح الوان طفولتنا لكن الشاعرة ميشلين تجعلنا ننتظر ان تأتي طائرة طفولتها بوالدها بكل ما تعنيه من خيبة الامل وتعب الانتظار
صور متعددة مغموسة بيقين المعرفة ونور الثقة تكشف عنها الحجاب اسئلة شاعرة عاشقة باحثة عن سر الكلمة وسحر الحرف و جمال البهجة في تقديم المعرفة على طبق من الدهشة.
إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي