الجزء الثالث من مقال
“أنواع المعنى”
( بحث للناقدة د. مفيدة الجلاصي )
-×-×-×-
كنا تطرقنا في الجزء الثاني من
“أنواع المعنى” إلى “المعنى الأسلوبي” وفي هذا الجزء الثالث سنقف على “المعنى النفسي” ثم،
“المعنى الإيحائي”
1المعنى التفسي:
وهنا نشير إلى ما يتضمنه اللفظ من دلالات نفسية عند الفرد وبذلك يعتبر معنى مقيدا بالنسبة إلى متحدث واحد فقط ولذلك لا يتميز بالعمومية أي ليس من المعاني التي تتداول بين الأفراد
ويظهر بالوضوح في الأحاديث العادية للأفراد وفي كتابات الأدباء وفي كل تلك الحالات تنعكس المعاني بصورة واضحة وشعرية تجاه الألفاظ وتجاه الجوانب الذاتية والنفسية أي تجاه المفاهيم المتباينة
وهذا طبعا مجال فردي ولكل واحد علاقة تجاه هذه الألفاظ من قبيل
(حرية / فقر/ ديمقراطية….)
2المعنى الإيحائي :
وهو،ذلك النوع من المعنى الذي يتعلق بكلمات أو ألفاظ ذات مقدرة خاصة على الإيحاء وقد يكون هذا الإيحاء عن طريق التأثير الصوتي إما تأثيرا مباشرا وذلك إذا كانت الكلمة تدل على بعض الأصوات او الضجيج الذي يحاكيه التركيب الصوتي للإسم ويسمى التركيب الصوتي والنغمي للفظ كلفظة :
المواء للقطة او الخرير للماء….
وإما أن يكون تأثيرا غير مباشر ويكون من نوع المحاكاة من الدرجة الثانية كالقيمة الرمزية الي الياء في اللغة العربية مما يدل على النزوع إلى الترقيق وبالتالي إلى التلطيف أو كالصبغة الرمزية لترقيق الأصوات المفخمة في العربية (ل/ص/ط) أو كالقيمة الرمزية التي اكتسبتها صبغة التصغير في اللغة العربية وخاصة الدارجة فهو يوحي بدلالات ليست من ذات اللغة
وهناك الإيحاء انطلاقا من البنية الصرفية للكلمة وعن طريق المعنى الدلالي وخاصة باللجوء إلى المجاز أو التعبير الصوري ويتضح هذا عادة في الكلمات المقترنة بالمعاني المحظورة طبقا لمقاييس ما يسمى بالكياسة الإجتماعية ولذلك فنحن نرى أن أكثر التقلبات الدلالية واللفظية تقع في المجتمعات البشرية في حقل هذه المعاني المحظورة أي فيما يتصل بالجانب الحيواني أو الإفراز العضوي عند الإنسان مما يتلطف البشر في الإيحاء عنه دون التلفظ به ولذلك يلجأ الناس إلى المجاز ولكن سرعان ما ينسى ويصبح كذلك مثيرا للرد الفعل النفسي، فتستبدل بلفظ مجازي آخر.
(الدكتورة الناقدة مفيدة الجلاصي)