لم يكن موتاً ..
(بقلم الشاعرة زينب رمَّال )
…………… .
أريقي على مفارق العمر غصّة الفراق
ضُمّي شراع الدّمع
واقبضي على آخر الكلام
إمضي على وقع الرّيح
واستتري بالضّباب
أشعلي أخماسك شموعا على مقلة الزّمن
الطّاعن في القتام
لا تبكي وداعا
عمّا قليل
سيجفّ بئر الآلام
استرقي همس العابرين كلّما عبس المساء
واحرسي ذكراك على مقاعد الصّدف
وما تهادى لسمعك من رنين الشّغف
شهقة خصب في دورة الأيّام
عام من الحزن
وما برحت الطّيور تشدو على أفنانها الثّقال
تنثر على شفاه البحر انّة السّؤال
هل كان حبّا؟؟
أم سرابا
أم وطنا أثكلته الجراح
تباعد بين عينيه والمدى نجمه
فاستظلّ غربته ونام
أيها الضّوء المتعثّر
في رفات القناديل
في يباب الامكنة
في تجاعيد الفراغ
قد ماج السّراب
انبثق الشّهاب
ليشعل الظّل الوحيد في غابة الظّلام
أيّها العمر الهارب الى الموت
هل ران على بصيرتك النّعاس
فنأيت عن أحلامك
ولمّا يبتلعك الحطام؟
الوطن الّذي أورثنا ظلّه
لم يحصد منا إلاّ الدّمار
هجرت سماءه رفوف الحمام
أيها الأمل المتوهج برؤياي
والحبّ المتجذر في حناياي
ليتني أشدّ الّشمس من أجفانها إليه
ليتتي أرمي كل هذا الحزن خلف بوّابته
وأعود لأمسح عن ساعديه السّقام
ذئاب بثوب البراءة
تتقلب في عيونها الفتن
يسيّجون حدودك بحقدهم
وأفك قيودك بوردة
كم شاخ بك العمر يا وطني
في مخاتلة الموت الزؤام
كيف أضخّ في قلبك الحياة
وهو مقبرة الأحلام
ليتتي أسرق ملامحك
وأدسها في بروق الغيم
ليهبني سادن المزن غيثا وسلام
لاااااا
لم يكن موتا
كانوا يبرقون أرواحهم للرّب
ريثما يرفع عن أجسادهم لوثة الّلئام