انواع المعنى (الجزء الأول)
من المعروف أن بعض الناس يظن أنه يكفي لبيان معنى اللفظ الرجوع إلى القاموس أو المعجم وتتبع مختلف المعالم الواردة فيه لتلك الكلمة وإذا كان كافيا بالنسبة إلى بعض الكلمات فهو غير كاف بالنسبة إلى الكثير من ألفاظ اللغة ومن أجل هذا فرق علماء الدلالة بين أنواع من المعنى لا بد من ملاحظتها قبل التحديد النهائي بما يسمى معنى اللفظ أو معنى الكلمة.
1– المعنى الاساسي:
وهو النوع الأول ويسمى المعنى المركزي وأحيانا يطلق عليه المعنى التصوري أو المفهومي ويسمى عند البعض الآخر بالمعنى الإدراكي.
وهذا النوع من المعنى هو العامل الأساسي في الاتصال اللغوي أي هو الممثل الحقيقي والمجسم لوظيفة اللغة الأساسية وهي الوظيفة التواصلية أي التفاهم ونقل الأفكار.
ومن شروط اعتبار متكلمين بلغة معينة أن يكونوا متقاسمين لهذا الصنف من المعنى ونقصد المعنى الأساسي.
ويمكن ان نجمل القول في تعريف هذا العدد من المعاني بأنه المعنى المتصل بالوحدة المعجمية حينما ترد في أقل من سياق أي حينما ترد منفردة في القاموس.
2– المعنى الإضافي او العرضي :
وهو المعنى الثانوي، او الضمتي
وهذا المعنى تملكه الكلمة عن طريق ما توحي به تلك الكلمة إلى جانب المعنى التصوري الخاص وهذا النوع زائد بالنسبة للمعنى الأساسي وليس، له صفة الشمول والثبوت إذ يتغير بتغير الثقافة وتغير الزمن وتغير الخبرة فإذا كانت كلمة “امرأة”
مثلا يتحدد معناها الأساسي بثلاث سمات :
+إنسان
_ذكر
+بالغ
فهذه الملامح الثلاثة تقدم المعيار للاستعمال الصحيح للكلمة ولكن هناك معان إضافية كثيرة وهي صفات غير معيارية ونقصد بذلك غير راضخة للضابط المعنوي، قابلة للتغيير من زمان إلى زمان ومن مجتمع إلى مجتمع.
كما أن هذه المعاني الإضافية تعكس بعض الخصائص العضوية والنفسية والاجتماعية كما تعكس، بعض الصفات التي ترتبط في اذهان افراد المجتمع.
وقد تتركز الايحاءات انطلاقا من كلمة “امرأة” بحسب أنواع المجتمعات على مظهر الكائن المتجمل الذي يريد ان يلبس، أفخر ما عنده وقد تقترن اللفظة بايحاء فكرة إجادة الطبخ وقد تقترن في مجتمع ما بظاهرة الثرثرة
كما ان الايحاءات الثقافية الاجتماعية النفسية قد تنطلق من نظرة فردية للدلالة بحيث تلابس كلمة “امرأة” شحنا من الدلالات يصبح بموجبها من عناصر دلالة امرأة فكرة العاطفية أو الوجدانية فكرة انعدام المنطقية وفكرة عدم الاستقرار على شيء، أو فكرة البكاء.
مثال ثان :فإذا كانت كلمة “يهودي” تملك معنى اساسيا هو الشخص الذي، ينتمي إلى الديانة اليهودية فهي تحلل معاني إضافية في اذهان الناس تختلف من مجموعة إلى آخرى وأحيانا من بيئة ضيقة إلى اخرى بل أحيانا من فرد إلى آخر بحيث يكون المعنى السابق إلى الذهن هو الشح أو البخل وقد يكون ايضا معنى المخادعة وقد يكون الحرص على الثروة وقد يكون الجشع في الربح التجاري وقد يكون حب التسلط بالقهر والاستبداد.
و الملاحظ أنه لا يعد شرطا اساسيا بين المتكلمين بلغة معينة أن يتفقوا في المعنى أو المعاني الإضافية فالعملية التواصلية الأساسية هي وقف على المعنى الأساسي قبل الإضافي لأن المعنى الإضافي مفتوح غير نهائي، وكثيرا ما يتغير، دون أن يتغير المعنى الأساسي.
(يتبع)
*الدكتورة الناقدة مفيدة الجلاصي/ تونس
