” متى نستيقظ من سباتنا الرقمي ؟!”
مقالة للكاتبة حنان بديع ( نقلا عن ” الراية ” القطرية)
-×-×-×
هناك قضايا أخلاقية تطرح نفسها عند التحدّث عن مستقبل الحياة في ضوء تطوّر الذكاء الاصطناعي، فهل ارتكب الإنسان خطأ فادحًا حين اخترعه؟
باصات ذكية لنقل الطلاب العام الدراسي القادم، خبر جعلني أتذكر الباصات العنابية التي ما زالت عالقة في ذاكرتي.
ومن الباص الذكي إلى الساعة الذكية إلى السيارة الذكية والمرحاض الذكي والنظارة الذكية،، فمتى يتفوّق الذكاء الاصطناعي على البشر في مجالات الفن والنقد السينمائي مثلًا؟
الذكاء الاصطناعي يُعدّ من أقوى الأدوات التي ستزاحم البشر في أعمالهم، فهناك شركات كبرى تخلت عن معظم موظفيها بعد تفعيل هذه الأدوات، فخدمة العملاء مثلًا يمكن استبدالها بالهاتف من خلال نظام اتصال ذكي ولاحقًا من المُتوقع أن تسيطر على الأعمال التي تحتاج إلى قرار، لذا يتوقع الخبراء أنه في غضون قرن من الزمان سيكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على فعل أي شىء يمكن للإنسان القيام به! هل سمعتم من قبل عن نقطة (التفرد) التكنولوجي؟.
هي نقطة افتراضية تتفوّق عندها أجهزة الذكاء الاصطناعي على ذكائنا نحن البشر وتواصل تطوير نفسها بشكل مُذهل يفوق كل توقعاتنا ولكن إذا ما حصل ذلك ماذا سيحدث لنا؟
هناك قضايا أخلاقيّة تطرح نفسها عند التحدّث عن مُستقبل الحياة في ضوء تطوّر علم الذكاء الاصطناعي من ضمنها البطالة وفجوة عدم المساواة، حيث تذهب العائدات إلى عدد أقل من الناس، حين يقل الاعتماد على القوى العاملة البشرية، بالإضافة إلى تأثير الآلات على سلوكنا وتفاعلنا ومسألة الغباء الاصطناعي الذي قد يوقع النظام الآلي في أخطاء يمكن للبشر أن يتفادوها، ناهيك عن الأمن، فكلما أصبحت التكنولوجيا أكثر قوة، أمكن استخدامها أكثر لغايات جيّدة أو ضارة.. ثم ماذا لو تحوّل الذكاء الاصطناعي هو نفسه ضدنا؟
هل ارتكب الإنسان خطأ فادحًا حين اخترعه؟
ستكون الإجابة نعم إذا ما حدثت السيناريوهات المُرعبة التي افترضها كتاب (أن تكون إنسانًا في عصر الذكاء الاصطناعي) وكلها تدور حول احتمالية استعباد الإنسان من قِبل الذكاء الاصطناعي، حيث ستنظر الروبوتات والأنظمة الرقمية إلى الإنسان على أنه مُختلف عنها في طبيعته وأنه مُتخلف فكريًا!
ويرجح أن تنتشر جماعات ترفض الوسائل التكنولوجية تشبه جماعة الأميش الأمريكية لتنعزل مُعتمدة على فلسفة (العودة إلى الأصل) وقد يصبح هؤلاء كل ما تبقى منا!
كما أنه من المُثير للدهشة أن يظهر مؤخرًا موقع إلكتروني يستقبل آلاف المؤمنين بالذكاء الاصطناعي هدفهم ابتكار آليّة انتقال سلمي من الإنسان إلى الآلة لحكم الأرض !! فهل يجب أن نستيقظ من سباتنا الرقمي؟!