ميزان الزمان
  • الصفحة الرئيسية
  • امسيات
  • قصائد
  • شهرياد الكلام
  • ومضات وأدب وجيز
  • حكاية و قصة
  • مسرح
  • للمساهمة في النشر اتصل بنا
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
ميزان الزمان
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
 
نظام مارديني يقرأ مردوك الشامي : شاعر يلحن قصائده بموسيقى الوجع والحب والأمل 2025/06/07
” العيد عن بُعد ” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين 2025/06/07
د. فاروق شويخ يكتب للشاعر الراحل الياس لحود : ” اكتمال العصفور في نصّه الأرجوني “ 2025/06/03
التالى
سابق

مقالة اليوم للكاتب د. قصي الحسين : ” شح البنزين”

مقالة اليوم للكاتب د. قصي الحسين : ” شح البنزين”
منصة: كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )
24/07/2021

    شح البنزين

    من علامات الفوضى، من علامات الدخول في المجهول، بل من علامات الإستعداد للحرب، بإنتظار، أن ينشل الحكم، مسدسه المثبت على خصره، ويطلق منه، الرصاصة الأولى، هو بروز أزمة محروقات في البلاد. هو شح البنزين في محطات التعبئة، ومحطات التخزين.
    تتحرك أفعى الفوضى في البلاد، حين تلطش بذنبها، طوابير الناس في الطرقات. يدرك عندها المرأ، أن شيئا ما إستدعي على عجل، لإحداث الشغب في صفوف الأمن والإنتظام.
    تجربة شح البنزين في الأسواق، نجحت في إخراج عموم الناس، إلى الملاعب، حتى يتمرنوا على الشغب، يوما بعد يوم. حتى يصير الشغب نوعا من المران اليومي، قبل إطلاق الرصاصة الأولى للنزول إلى ساحات الحرب.
    يؤول شح البنزين أيضا، إلى شح المازوت. يختفي فجأة من الأسواق..
    يمهد شح المازوت، لفوضى عارمة في قرى الجبال. تعود الناس قبل قدوم فصل الخريف، أن يملأوا البراميل والخزانات، إستعدادا لمواجهة قسوة البرد والصقيع. فيحملون للإعتداء على الطبيعة، بقطع الأشجار الحرجية. وقطع أشجار البساتين، وسرقة أشجار الجيران، ودب الفوضى في صفوف أهل القرية الواحدة.
    يمهد شح المازوت، لتعطل الأفران، ومنع وصول الرغيف، للأكف الصغيرة، وأكف العجائز والشيوخ المرتجفة. لوصول الرغيف، للعائلات والأسر الكبيرة.
    شح المحروقات، يضرب قرى الريف، كما المدن، بعصاه السخينة. فلا تدور عجلة. ولا تدور آلة، ولا يدور معمل. الكل أصبح في إجازة قسرية. الكل قد تعطل. وعلى الناس جميعا، العودة إلى العصر الحجري.
    شح المازوت والبنزين والغاز، باب من أبواب الشح في المعامل وفي المضخات، وتوقفها عن الإنتاج.
    يشح الماء في القرى وفي المدن على السواء. لم تعد هناك طاقة للتوليد، والسحب والدفع، بإتجاه المنازل. نام الجميع على عطش. ثم أفاقوا على جوع. شحت عليهم أسباب الحياة، لشح البنزين والماء والكهرباء والغاز والمازوت.
    أية حرب قذرة مثل هذة الحرب، التي تشن في البلاد.
    لم يعد لدى أهل القرى، أن يخزنوا إنتاجهم. لا تصريف للمواسم في الصيف، ولا تخزين لفصل الشتاء.
    لم يعد أهل المدن، بإستطاعتهم، إدارة التخزين في المستودعات. صارت بضائعهم كلها تالفة. صارت مواردهم كلها هالكة، بسبب ضعف المولدات، بسبب ضعف التبريد، بسبب، شح البنزين والغاز والمازوت، وإنقطاع الكهرباء.
    شح الوقود، يفتح أبواب الفوضى في البلاد. يفتح أبواب المنازعات والصفقات. وأبواب التهريب، وأبواب الإعتداءات المولجة إلى الحرب.
    نحن غدا في لبنان، على أبواب حرب، في المدارس والجامعات، أشد وأدهى، من دخول حرب الدشم، وحرب المتاريس والقنص، وحرب الفرز المناطقي وحرب الفرز الطائفي، والولوج إلى النار.
    غدا، مع شروع التلاميذ والطلاب، بالعودة إلى المقاعد، وطلب الدرس تحت سقوف المدارس والجامعات، سوف تدخل البلاد أقسى أنواع المواجهات.
    التلاميذ في الشوارع، لا يستطيعون الوصول إلى مدارسهم. الأساتذة في الشوارع لا يستطيعون الوصول إلى جامعاتهم. الموظفون والكتاب والإداريون، كلهم خارج الخدمة، لشح الوقود.
    شح البنزين، قضية في لبنان اليوم، تفتح على كل أسباب الحروب. لا شيء بمنأى عنها، حتى رياض الأطفال، وأبواب الصيدليات، وأبواب المستشفيات، وأبواب السجون.
    شح البنزين، يدير حربا، بدون الذهاب إلى الحرب. يديرون حربا وهم قاعدون. لا حاجة للذهاب إلى الحرب. الحرب هي التي تأتي إلينا. تبحث عنا. تسحبنا، كما تسحب الأفعى الطيور من الجحور، وتبلعها.
    شح البنزين، هي حرب، تأتينا بألف لبوس ولبوس. حرب تشغلنا على مدار الساعة. نسقط خلف متاريسنا، مثل قطعان من التيوس.
    أزمة شح البنزين في لبنان، هي إعلان إنفراط عقد التحالفات بين القبائل. هي إعلان إنفراط عقد الطوائف. هي إعلان إنفراط عقد المجالس، عقد الرئاسات. هي إعلان إنفراط كذبة الإنتخابات وتصعيد السلطات.
    أزمة شح البنزين، دفتر تحضير لعقد طويل من العنف بلا عنف. دفتر تحضير لحرب بلا حرب. أزمة شح البنزين، دفتر تحضير لدخول لبنان، هونا هونا، عصر التحول والإنفراط والنكبات.

    د. قصي الحسين
    أستاذ في الجامعة اللبنانية

    د. قصي الحسين
    المقال السابق

    د. دورين نصر تكتب : ” صار الصّباح في وطني شاحبًا … “

    المقالة القادمة

    “لو كنت خشب” قصيدة بالمحكية للشاعرة ميراي شحادة حداد

    اترك تعليقاً إلغاء الرد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    انضموا إلى أصدقاء الموقع على فيسبوك :

    ميزان الزمان

    محتوى إعلاني:

    ADVERTISEMENT

    ذات صلةمقالات

    ” بيروت ميدان السبق” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    ” بيروت ميدان السبق” مقالة اليوم للكاتب د. قصيّ الحسين

    17/03/2023
    ” دارة الشمس ” مقالة للكاتب د. قصيّ الحسين
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    ” دارة الشمس ” مقالة للكاتب د. قصيّ الحسين

    24/02/2023
    ” صديق مونبلييه ” سردية الكاتب د. قصيّ الحسين في زيارته الفرنسية
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    ” صديق مونبلييه ” سردية الكاتب د. قصيّ الحسين في زيارته الفرنسية

    14/11/2022
    ” الترويج المخادع ” مقالة الكاتب د. قصيّ الحسين
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    ” الترويج المخادع ” مقالة الكاتب د. قصيّ الحسين

    24/09/2022
    د. قصيّ الحسين يكتب : ” طرابلس مجددا . . !! “
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    د. قصيّ الحسين يكتب : ” طرابلس مجددا . . !! “

    17/09/2022
    د. قصيّ الحسين يقرإ شوقي أبي شقرا في ديوانه ” أنت والأنملة تداعبان خصورهنّ “
    كلام في الأدب والثقافة مع د. قصي الحسين ( خاص ميزان الزمان )

    د. قصيّ الحسين يقرإ شوقي أبي شقرا في ديوانه ” أنت والأنملة تداعبان خصورهنّ “

    30/08/2022
    المقالة القادمة
    “لو كنت خشب” قصيدة بالمحكية للشاعرة ميراي شحادة حداد

    "لو كنت خشب" قصيدة بالمحكية للشاعرة ميراي شحادة حداد

    لا نتيجة
    عرض جميع النتائج
    • الصفحة الرئيسية
    • امسيات
    • قصائد
    • شهرياد الكلام
    • ومضات وأدب وجيز
    • حكاية و قصة
    • مسرح
    • للمساهمة في النشر اتصل بنا