لا تشبهين أحداً يا بيروت…
يا حلوة الزمان وبديعة الألوان….
لا تشبهين أحداً…
حتى ولو لفّقوا لكِ ألف حكاية…
وتبجّحوا عنكِ بألف رواية…..
وقالوا بأنّكِ مندّسة…
تقتلين ظلماً من أحبّوكِ والبسوكِ الحرير …
وتشربينَ دمَ الأطفال وهم نيام….
وتسرحين وتمرحين…
وبعد منتصف الليل تأتين….
تصرخين…
وتشعلين النار في أحشاء العاشقين…
ليفترقوا….ليغرقوا…
وبعدها تندهين يا فلسطين…..
ويقولون…
بأنّك نرجسيّة…
ترتادين المرابعَ الليليّة…
وتشربين نخبَ الثكالى وحُمرةُ شفتيكِ ورديّة…
لا تشبهين أحداً يا بيروت….
ولكِ علينا ألف عامٍ من الغدر…
وألف آخرَ من الهجر…
وبعضُ أعوامٍ إختفى فيها من سمائنا البدر…
وأضحت كلماتك أكثرَ وحشيّة…..
ليسَ لأنّك أميّة…ولا تفقهين لغتكِ العربية…
بل لأنّك قبلةً منسيّة…
تركها لكِ خِلسة عاشقٌ فوق سرير الحريّة…
ولأنكّ بإختصار….
تشبهين إمرأة إستثنائية…
تغار من لحظِها البحار…
وعندَ قدميها سجدت الأقمار….
( سهاد شمس الدين )
لو وُزِنت بيروت بميزان الذهب لم يكفِ لها ذهب الأرض…تحياتي لصفحتكم الكريمة والشكر الخاص لك أستاذ يوسف رقّة…