لا تفسُدُ الأرضُ
لكنْ كلّـهم فســدوا
صاروا طغاةً
وكم ضلّـوا وكم جحدوا
ساروا على هديِ ذئبٍ ماكرٍ أبداً
مستذئبينَ غدوا
والناسُ ترتعــدُ
انسلّوا كما السّــمَ في شريانِ موطننا
وحين متنا
أباحوا البئر وابتعــدوا
يا حلمَ يوسفَ
هذي القمحة انكسرتْ
مرّتْ عجافٌ
وعاثَ القهرُ والرمـدُ
امتصوا صدى الغيثِ
لم يُبقوا لنا مدداً
يا ربَّ يوسفَ أينَ الخيرُ والمددُ
شقّت زُليخةُ قمصاناً بلا عــددٍ
وأنجبَ المكرَ
إفكٌ ما لهُ عــددُ
فرعونها لم يمــتْ
ما زالَ يحكمنا
وإنْ يمُتْ تحكمُ الأحفادُ والولدُ
نستنطق الشمسَ هل حقا لنا ســجدتْ
ونسأل البدرَ
هل يصحو بنا أحــدُ
يا آلَ لبنــانَ
يا بحـراً غدا زبـــداً
هل ينطقُ البحرُ
لو كــَمَّ الصدى زبـــدُ
كنا خرجنـا على ظلمٍ وطاغيةٍ
فروّضوا الخبزَ
كيما يسـهل الزردُ
ولوّثوا الريحَ كي تبقى بلا سـندٍ
كلُّ الأحاديثِ زيفٌ
ما لها سَــــندُ
ما قيلَ عن طاعةِ الحكّـامِ ملتبسٌ
الكلُّ يمضي
ويبقى الناسُ والبلــدُ
***
# عصمت حسان/ رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون#